يعد فندق سمحان التراثي الذي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حجر أساسه لدى رعايته حفل افتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية الخميس، باكورة مشاريع الشركة السعودية للفنادق والضيافة التراثية التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخرًا بمشاركة صندوق الاستثمارات العامة وعدد من الشركات الوطنية وشركات القطاع الخاص، حيث أن حي سمحان في الدرعية التاريخية من المواقع التي استلمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لتنفيذ مشروع لإعادة تأهيله وتحويله إلى فندق تراثي. ويعد فندق سمحان التراثي أول فندق تراثي متخصص على مستوى المملكة، كما أن هذا المشروع يعد أحد مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي اعتمدته الدولة مؤخرًا.
وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد قامت بإعداد خطة تشغيلية لاستغلال موقع حي سمحان بالدرعية التاريخية ( اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتراثيا وسياحيا ) وتحويله إلى نزل تراثية بحيث يتم إحياء الموقع وإحداث التفاعل الإيجابي بين البيئة المحلية من جهة بما تمثله من منتجات محلية وتراثية وحرف يدوية والخطة السياحية التراثية للموقع. وتم التنسيق لإعادة تأهيل الموقع مع أحد بيوت الخبرة الإسبانية للتعاون في مجال الحفاظ على الحي وفق المعايير الدولية.
وقد أنهت الشركة الإسبانية ” المجموعة الدولية للترميم ” إعداد دراسات المرحلة الأولى ” الدراسات الميدانية ” التي شملت الرفع المساحي والمعماري ورفع الأنقاض وكشف الأساسات والحالة الإنشائية للمباني التراثية وتحليل التربة والدراسات التاريخية، فيما تشمل المرحلة الثانية التي تمت ترسيتها التصاميم المعمارية والمخططات التنفيذية والتفصيلية للمشروع.
وتكمن فلسفة المشروع في المحافظة على المباني القائمة في حي سمحان بجميع عناصرها المعمارية، من خلال معالجتها وترميمها بما يحافظ على مفرداتها وخصائصها التي تجسد البيئة المجتمعية والثقافية والاقتصادية، وتعكس نمط الحياة في الدرعية ممثلة في هذا الحي التاريخي، وفي حال المباني المتهدمة والمطمورة بشكل كامل، وعملت الهيئة مع شركائها على إعادة بنائها باستخدام مواد البناء الأصلية التي شيدت بها منذ بداية تأسيسها الأول لتحافظ بذلك على عبق الماضي وعراقته، وتحمل عناصر الحداثة في الوقت ذاته.
أما المرحلة الثانية من المشروع فستكون استكمال الدراسات التصميمية والمخططات التنفيذية لتأهيل حي سمحان كفندق تراثي وسيتم طرح هذه المرحلة ومراحل التنفيذ والتشغيل من خلال الشركة السعودية للضيافة التراثية.
ويقع حي سمحان ضمن حدود الدرعية التاريخية، وتبلغ مساحته تقريباً (8715) متراً مربعاً ، ويتشكل الموقع من عدد من المباني الطينية المملوكة للدولة ويقدر عددها (36) مبنى ذات طابق أو طابقين. وتتميز المباني الطينية في معظمها باكتمال عناصرها المعمارية التي يمكن ترميمها ومعالجتها وإعادة استخدامها، وهي وحدات سكنية متنوعة الأحجام والتفاصيل المعمارية.
المصدر: الهيئة العامة للسياحة والاثار
إضافة تعليق جديد