- مدرج روماني بوبيي _ ايطاليا
لاتخلو أي مدينة كبيرة اليوم من إستاد رياضي، بل أن مباني الملاعب الرياضية أصبحت عنصراً هاماً من عناصر الفضاء العام في المدينة. لقد صاحب تاريخ بناء الملاعب الرياضية تطور النشاط الرياضي للإنسان، وعبر الحضارات العالمية المتعاقبة كانت الرياضة محل اهتمام الشعوب حتى بلغ ذلك حد تقديس النشاط الرياضي وسموه على الأنشطة الترفيهية الأخرى.تبدأ قصة الإستاد الرياضي منذ الحضارات الأولى (الإغريقية على وجه التحديد) ففي البداية كانت التجهيزات الرياضية غير مؤثرة من الناحية المعمارية ، إلا أنه مع تطور النشاط الرياضي تحولت عمارة الإستادات الرياضية من مجرد تجهيزات بسيطة تصاحب النشاط الرياضي (ميول في سفح الجبل يمكن أن تكون مدرجات.. إلخ ) إلى معالم معمارية هامة ورموز اجتماعية وسياسية مؤثرة.يعتبر الإستاد الرياضي نتاجاً غربياً خالصاً، انتشر بعد ذلك في العصر الحديث مع تأثير الثقافة الغربية على العالم وأصبحت الدول تتنافس فيما بينها على بناء الإستادات الرياضية واستقبال المنافسات العالمية فيها (الألعاب الأولمبية في كأس العالم لكرة القدم .. إلخ) . لقد تحول الهدف الأساس للإستاد الرياضي من كونه مكان لممارسة النشاط الرياضي ذي الهدف الإنساني إلى مكان لتنافس المدن والدول فيما بينها. ومن الملاحظ أن دور الإستاد يتنامى يوماً بعد يوم ويتسع بنائه نتيجة للتحسينات التي يتم إدخالها على الأبنية الرياضية التي تؤدي إلى زيادة إقبال الجمهور على ارتياده.نسلط الضوء في هذا المقال على تاريخ بناء الإستادات الرياضية في العالم وتطورها ودورها عبر التاريخ.تحليل عمارة الإستاد يحتاج إلى الكثير من البحث لإنه كعمارة يعتبر مكان مختلف ، ويمكن التعرف عليه بسهولة من هيئته، فالأبنية الأخرى (المستشفى، السجن، الفندق) لا تشبهه، وهو بناء ذو وظيفة واحدة مثل هذه الأمثلة. وظيفة الإستاد هي توفير مكان للالتقاء والمنافسة والعرض للفعاليات الرياضية، أي لايمكن فصل المشروع المعماري للإستاد ( ضرورة الرؤية الكاملة والعزل الصوتي) عن ما يجري من نشاط داخله وهو النشاط الرياضي .الإستاد هو عمل معماري، وهو هيكل فراغي، بمعنى إنه مركب من مواد تنبع من منطلق يطور من خلال أبعاد سياسية واجتماعية غير مرئية ولكنها حاضرة في الأذهان. الرياضة تقوم على أساس قواعد وكودات تطورت مع الزمن لتساعد على تحقيق المنافسة.لذلك تعتبر الرياضة ـ قبل كل شئ ـ أحد أهم المؤسسات العالمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المنظمة بشكل عميق لطبقات المجتمع.تقع الرياضة في مكان وسطي من المؤسسات الإنسانية ( مثل المدرسة أو الجيش أو الدين) وهي قريبة من هذه المؤسسات التي تعطيها هيبتها ، كما أنها مؤسسة قريبة لكل من العمل والإعلام ، وهي مؤسسة تعتمد على المنافسة بين البشر على المستوى الوطني أو العالمي والإستاد هو مكان هذه المنافسة.لويس مامفورد الفيلسوف الإنجليزي يقول : لم تعد الرياضة في المجتمع الميكني الحديث مجرد تمارين خالية من أي مكافأة غير الترفيه، لقد أصبحت عمل مقابل جزاء مادي، حيث تصرف المليارات على الإستادات والتجهيزات الرياضية والرياضيين . المنافسة الرياضية أصبحت تجارة تؤثر على الأنشطة الأخرى مثل الاكتشافات العلمية أو الجغرافية. نقد الأنشطة الرياضية أصبح ضرورياً اليوم، فالرياضة التي كانت تعني النزاهة واللعب النظيف والتقرب للآخرين وشغل فراغ الشباب، أصبحت مجالاً لتحقيق المكاسب المادية أو السياسية من خلال استغلال جمهرة الناس والتشويق والحماس، والمنافسة التي يولدها العرض الرياضي بين جمهور المتفرجين.الإستاد هو وسيلة تعبر عن المدينة، فلايمكن فهم الإستاد دون المدينة التي يقع فيها. لقد أصبح الإستاد جزء مهم من المدينة، فلقد أصبح لكل مدن العالم إستادات خاصة بها ، فهو آداة للتواصل بين السكان ، فإستاد الكوليزيوم في روما مثلاً يعبر عن مدينة روماً، وبالرغم من أنه لايستقبل المنافسات إلا أنه أصبح معلماً تاريخياً ومزاراً للسواح .مع التطور العالمي لبعض الألعاب الرياضية بما في ذلك لعبة كرة القدم (وذلك منذ نهاية القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين الميلادي)، أصبحت للمدن إستادات بهدف تحقيق رغبة المشجعين لهذه الرياضات، ومن خلال رغبة الإدارات المحلية تحقيق خدمات نوعية وكمية لتطوير النشاط الترفيهي للسكان. يمثل الإستاد المعاصر في حد ذاته مدينة من خلال هيكله ورمزيته وتأثيراته على محيطه.و يأخذ الإستاد الهيكل المناطقي للمدينة بأحيائها الفقيرة والغنية والتنافس فيما بينهما من خلال تقسيمه للمدرجات (المنصة، الدرجة الأولى، الدرجة الثالثة، المدرجات أعلى الإستاد … إلخ) .هناك محاولة للمهندس المعماري جريجوتي(1989م) لتطوير علاقة الإستاد بالمدينة (جنوة ـ إيطاليا) ودمج الإستاد في المدينة حيث تم تحويل الأدوار السفلية منه إلى أروقة منفتحة على المدينة ، وتحتوي هذه الأروقة على محلات وخدمات للحي الذي يقع فيه
الإستاد.مشروع الإستاد فريد من نوعه لأنه منتج صناعي خالص، لذلك قد لايرى البعض أنه عمل فني أو ثقافي إلا أن هذا المفهوم لاينطبق على العلاقة بين الإستاد والمدينة، فالمعالم المعمارية ومنها الإستاد في أي مدينة ـ ومنذ القدم ـ هي أعمال ثقافية وتعليمية وتحمل شئ من ذاكرة المدينة. واليوم إذا كان الفن والثقافة قد أصبحا ثقافة جماهيرية في المدينة فإن وظيفة الإستاد تعبر بشكل دقيق وواضح عن هذه الثقافة الجماهيرية، وربما هذه هي إحدى نقاط الضعف التي تؤخذ في الإعتبار في كثير من مشاريع الإستادات المعاصرة، فأكثر هذه الإستادات تضعف بحجمها المعالم الأخرى ( التاريخية والرمزية في المدينة)وبشكل عام تحدث خللاً واضحاً في وحدة النسيج العمراني العضوي.من ناحية أخرى فإن أحد أدوار الإستاد الهامة هو وضوح الرؤية للمشاهدين والسماح بالمشاهدة وبذلك هو يشكل إطاراً لهذه الرؤية بالنسبة للمشاهدين داخله ، ثم هو يدخل في إطار أكبر وهو شاشة التلفزيون عبر بث المباريات.وفي المفهوم التاريخي فإن كلمة إستاد كانت في المرحلة الإغريقية (بداية الألعاب الأولمبية) تعبر عن قياس طول 600 قدم (بمقياس قدم هرقل البطل الإغريقي الشهير) كان يجب أن يقطعها العدائون بدون استرجاع أنفاسهم. ثم اصبحت بعد ذلك تعبر عن مضمار الجري ، ثم أصبحت تعني (مع تطور الألعاب الرياضية في القرن التاسع عشر الميلادي ) الملعب الرياضي وما حوله من مدرجات.ظهرت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد (تقريباً) الألعاب الرياضية التاريخية في جزيرة كريت كما تدل عليها بعض الجداريات الحجرية، إلا أنها لم تدخل فعلياً التاريخ إلا في القرن الثامن قبل الميلاد. هذه الألعاب ولدت مجالاً للمنافسة الشريفة بين المتسابقين وكانت فعلاً ألعاب رياضية بما تعنيه الكلمة من معنى (مثل مسابقات الجرى ورمي الرمح والقرص، والمصارعة) وإن كانت هناك مسابقات يحمل فيها المتسابقين الأسلحة إلا أنها كلها لم تكن تحمل الطابع العدائي بين المتسابقين هكذا اقترن اسم الإستاد بالمنافسة والتحدي بين المتسابقين. حتى وسط القرن السادس قبل الميلاد لم يكن هناك مباني رياضية تأوي الألعاب الرياضية في مدينة الومبيا اليونانية ( مدينة الألعاب الأولمبية الاغريقية) إلا أنه مع زيادة الألعاب وتطور المسابقات الرياضية استدعى ذلك بناء إستادات، في البداية استخدمت التضاريس الجبلية والأسطح المائلة الطبيعية لتشكيل المدرجات . ثم شهد العصر الروماني بعد ذلك تحولاً في الألعاب الرياضية ، واهتم الرومانيون بالاقتتال وبألعاب أكثر إثارة ووحشية كان يتصارع فيها المتنافسين حتى الموت أو قتال الحيوانات وأكثر الألعاب كانت أقرب إلى التدريبات العسكرية مثل عبور الأنهار أو ألعاب تستخدم السيف والرماح وتهدف أكثر إلى الاستعداد للحروب.الحفلات الرياضية الرومانية أو (LUDI) شكلت بداية سباقات العربات الحربية التي تجرها الخيول والتي ازدهرت في القرن الرابع والثالث قبل الميلاد. وفي عام ستة وثمانون ميلادي أقام الأمبراطور الروماني دوميثيان أول إستاد على النموذج اليوناني بطول 276 م وعرض 84م ويسع ثلاثون ألف متفرج ، وكانت تجرى فيه ألعاب القوى والعروض الموسيقية والسباقات. ويمكن القول بأن العصر الروماني قد شهد ثلاثة أنواع من المباني الرياضية : الإستاد وكان لألعاب القوى، والسيرك وكان لسباق العربات والمدرج او Amphitheatre وكان للمبارزة والاقتتال، الاستاد المعاصر يقترب أكثر من السيرك والمدرج ، إلا أن هذه المباني كانت لها دلالات دينية لدى الرومان.في القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر كما يقول الفيلسوف لويس مامفورد فإن شعوب القرون الوسطى كانت تفضل الحياة في الخلاء الرحب، فالقفز والألعاب الجماعية والرمي بالسهام كانت من الألعاب المفضلة، وحتى في الحياة اليومية كان الناس يعيشون خارج بيوتهم في أكثر الأوقات، حيث لم تكن لديهم أعمال مهمة يؤدونها.من الألعاب الجماعية التي ظهرت في تلك الفترة كانت لعبة الكرة وهي خليط من كرة القدم واليد والبيسبول وكانت تدور في أحياء المدينة وتنتقل الكرة بين المتنافسين من حي إلي آخر، وكان يمكن أن تستغرق يوماً كاملاً. كما ظهرت كرة المضرب بطريقة بدائية وكانت تجرى في مباني تشبه الهناجر وكانت منتشرة في أنحاء مختلفة من المدن، كما ظهرت في إيطاليا لعبة يمكن أن تكون أقرب لكرة القدم اليوم (Calcio) وكانت تجرى في الميادين العامة.شهد القرن الثامن عشرالميلادي في إنجلترا البداية الحقيقية للألعاب الرياضية الحديثة. فإنجلترا كانت في ذلك الوقت تعتبر المركز الأساس للثورة الصناعية حيث بدأت تسود الأنشطة الرياضية من خلال تكوين ما يعرف بالأندية ومراكز الإعداد والتدريب . ويرجح المؤرخون أن ازدهار الرياضة الحديثة تزامن مع تطور الثورة الصناعية منذ القرن الثامن عشر الميلادي حيث يمكن إيجاد نقاط تشابه بين العمل والنشاط الصناعي والرياضة، فالأثنين تجمعهما المنافسة ، فالمنافسة بين العمال داخل المصانع التي كانت تهدف إلى تطوير طرق العمل وزيادة الإنتاج بشكل مستمر تشبه المنافسة بين المتسابقين لتحقيق الأرقام القياسية والزمنية، فالسرعة كانت العامل المشترك في العمل والرياضة والزمن كان المجال التي تعمل فيه السرعة. هذا ويعتبر البارون بياردي كوبرتان من الأوائل الذين ساهموا في تطوير الإستاد الرياضي الحديث وكان ذلك في بداية القرن العشرين الميلادي فهو الذي أحيا الألعاب الأولمبية اليونانية من جديد. لقد أهتم كوبرتان بتطوير عمارة الإستاد من خلال وضع الخطوط العريضة لهذه العمارة، حيث حدد نقاط التلاقي بين عمارة الإستادات التاريخية والإستاد الحديث من حيث القياسات والشكل والمحيط الذي يجب أن يحتويه الإستاد.لقد شهدت عمارة الإستاد تطوراً كبيراً في بداية القرن العشرين الميلادي، فإذا كانت بداية الألعاب الرياضية في إنجلترا إلا أن دولاً مثل فرنسا وألمانيا شرعت في تطوير مشاريع الإستادات.ففي ألمانيا صمم المعماري اوتو مارش إستاداً للألعاب الأولمبية في ألمانيا لعام 1916م وكان إستاداً صغيراً، ثم في عام 1936م تم توسعته من خلال المعماريان أبناء اوتو مارش (وارنر وولتر) بمناسبة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ألمانيا في عام 1936 ليصبح إستاداً أولمبياً يستوعب مائة وعشرون ألف متفرج وكان على شكل بيضاوي (ellipse) بطول 300 متر وعرض 230 متر وكانت مدرجاته من الحجر ، جزء من الاستاد كان تحت مستوى الأرض ولذلك لم يبلغ ارتفاعه إلا ستة عشر متر ونصف من الخارج. و الجدير بالذكر أن ورنر مارش قام في الستينيات الميلادية بتصميم كل من متحف في بغداد وإستاد القاهرة الدولي. كما شرعت مدناً مثل امستردام (الألعاب الأولمبية في عام 1928م) ولوس انجلوس (الألعاب الأولمبية في 1932م) تشييد إستادات كبيرة.شهدت مدينة نيورمبرج الألمانية تشييد إستادات ضخمة تأوي اجتماعات الحزب النازي الحاكم وكان يتسع مابين خمسمائة ألف إلى مليون شخص . في انجلترا زاع اسم المعماري ارشيبالد لتش والذي صمم ستة وعشرين إستاداً لكرة القدم كان أولها في عام 1899م.افتتحت ألمانيا تحت الحكم النازي حقبة جديدة من المعالم المعمارية في إطار تطوير التجهيزات الرياضية (إستادات برلين ونورمبرج) فمنذ العشرينيات من القرن العشرين الميلادية بدأت الرياضة تأخذ قدسية عالمية وخاصة في ألمانيا النازية التي أهتمت بجسم الإنسان كمحرك لمبادئها وكعامل إيجابي في معتقداتها لقوة الجنس الالماني المتفوق على كافة الأجناس البشرية الأخرى.يمكن النظر إلى الإستادات على أنها تكوينات إنشائية ذات قيمة جمالية ورمزية عادة ما تتكون من عناصر ذات تقنية عالية مثل المدرجات المتحركة أو الخيام أو الأرضيات الخشبية الصناعية التي يتم تجفيفها بمضخات هواء ساخن تقع تحت سطحها.لقد بدأ الاهتمام بمباني الاستادات وعماراتها في التاريخ الحديث مع إحياء الألعاب الأولمبية على يد البارون كوبرتان في 1896م وتعاظم دور الاستادات في العالم الغربي (أوروبا وأمريكا وألمانيا ورمانيا .. إلخ). فمنذ عام 1908 وبمناسبة الألعاب الأولمبية تم توسعة مدرجات الاستاد الأولمبي في مدينة لندن واستخدمت هياكل حديدية لأول مرة في بنائها . وهذا الإستاد يعتبر أول نموذج لتطبيق مبادئ العمارة الحديثة التي لاتحمل أي تعبير تاريخي أو رمزي.وفي عام 1911م وبمناسبة المعرض العالمي الدولي تم تشييد إستاد في مدينة تورينو الإيطالية وكان سقفه الخرساني محمولاً بكابلات معدنية متدلية من أبراج من الفولاذ. استخدمت الكابلات المعدنية كذلك في إستاد مونتريال للمعماري الفرنسي تاليبير (1975م) إلا أنه استخدم برجاً هائلاً من الخرسانة المسلحة لرفع الكابلات . وفي امستردام في هولندا تم بناء أول ملعب ذو سقف متحرك شفاف يمكن تحريكه في 5 دقائق بالفتح أو الإغلاق لحماية الملاعب والمتفرجين من الأمطار والثلوج.أحد الملاعب الغريبة الشكل بني في اليابان، فالسقف يغطي البناء كله وهو عبارة عن قبة ضخمة تبدو كالطبق الطائر.على مستوى حل المشاكل المرورية التي تتعرض لها المدن في المناسبات الرياضية أصبحت أكثر الإستادات تبنى خارج المدن أو في الضواحي وتزود بالمواقف الكافية للسيارات. فمثلاً إستاد مدينة سيئول بنى على مسافة 13 كم من وسط المدينة وزود بـ 15 ألف موقف سيارة.أحد أهم الاعتبارات الضرورية في الملاعب الرياضية هو توفير الراحة والأمان لكل مرتاديه ، فبالنسبة للأمان يعني ذلك توفير أكبر قدر من المقاعد بحيث لايضطر المتفرجين إلى الوقوف ( لقد تم منع الوقوف تماماً في المدرجات ) نتيجة لحوادث التزاحم والسقوط والدهس التي تحدث، توفير الإضاءة الصناعية الجيدة للمناسبات الليلية، استبدال وإلغاء الأعمدة الحاملة للأسقف بأنظمة حمل أخرى مثل الكابلات المعدنية. التغطية الكاملة للمدرجات لحماية المشاهدين من العوامل الجوية المختلفة ، تحديد معايير إنشائية لدرجة ميول المدرجات، توفير شاشات عرض كبيرة والمحافظة على أرضيات الملاعب بتوفير كافة الأجهزة والأنظمة اللازمة لتصريف مياه الأمطار وتجفيفها. كل هذه التحسينات ساهمت في زيادة عدد الزائرين وزيادة مساحات الاستادات.ولقد أدت زيادة الزائرين إلى تطبيق أنظمة سلامة لحماية اللاعبين والمتفرجين بالفصل بينهم والعزل بين مشجعي الفرق المتنافسة وزيادة عدد المخارج ، كما تم توفير عدد من المراقبين داخل الملاعب وهؤلاء دورهم هو التبليغ عن أي شغب ومراقبة دخول المتفرجين وتنظيم وصولهم إلى المقاعد المخصصة لهم .. إلخ. (يستخدم إستاد فرنسا 800 مراقب ).ومن أشهر الإستادات في العالم إستاد ميونيخ للألعاب الأولمبية لعام (1969م) الذي صممه كل من المعماريان الألمانيان جونتر بهنيش وفراي اوتو اللذان قدما فكرة الخيام المشدودة بكابلات معلقة في أوتاد معدنية بإرتفاع 76م2، الخيام كانت نصف شفافة وبلغت مساحة تغطيتها 75 ألف م2 بحيث كانت تغطي كافة الملاعب وتتصل فيما بينها.لقد تم استخدام الحاسب الإلكتروني لحل المعادلات الرياضية المعقدة للنظام الإنشائي للخيام لأول مرة في مشروع استاد رياضي.كذلك يعتبر إستاد الملك فهد في الرياض
أحد أشهر الإستادات الرياضية في العالم حيث استخدمت الخيام في تغطية المدرجات على إرتفاع 50 متر من الأرض لتوفير الظل للمشاهدين ، وتبلغ مساحة التغطية 47 ألف م2 وتحملها 24 سارية ، وتعتبر أكبر مساحة تغطية في العالم. كما يعتبر إستاد بيونجينج في كوريا الشمالية أكبر إستاد في العالم من حيث حدد المشاهدين (150 ألف متفرج).ويتميز بـ 16 قبة معدنية من التيتان وترتفع 60 م ، ومن أحدث الإستادات في العالم إستاد ميوينخ لكرة القدم الذي شيد بمناسبة كأس العالم 2006م حيث تم تطوير تقنيات جديدة في عالم تصميم الملاعب الرياضية والبث المباشر للمباريات. الإستاد من تصميم المعماريان الهولنديان هرزوج وديمرون ويقع شمال مدينة ميونيخ. لقد قام المعماريان بتصميم غطاء الملعب بحيث يغطي المباني كلها ( المدرجات وكافة الخدمات) ويظهر على هيئة إطار يشبه القارب المطاطي، ركز التصميم على الإضاءة الصناعية كأداة رئيسة في التأثير الجمالي على الزوار (الضوء الأحمر يرمز إلى مباريات نادي بايرن، والأزرق يرمز إلى مباريات فريق كرة القدم 1860 ميوينخ، والأبيض يرمز إلى باقي الفرق الأخرى). بحيث تعبر الإضاءة من الخارج عن الفريق المتفوق داخل الملعب، ويتكون القارب المطاطي من 3 آلاف غشاء تم نفخها بالهواء ووضعت الإضاءة خلفها.الأسلوب الإضائي استخدم في إستاد بكين للألعاب الأولمبية في 2008م ويبدو على هيئة عش طائر، إلا أن إستاد بكين أعتبر من أغلى إستادات العالم (390مليون يورو) الأمر الذي أدى إلى الإستغناء في النهاية عن السقف المتحرك وشاشات عرض كبيرة.
إضافة تعليق جديد