يعتمد نجاح المشروعات الإسكانية اليوم على مدى تحقيق كفاءة المسكن من مستوى خدماتي عالي وتنوع في المعروض السكني ومقدرة المسكن على التكيف والتطور عبر الزمن. يلاحظ المتخصصون أن أحد أهم أسباب إخفاق مشاريع الإسكان اليوم في تحقيق هذه الكفاءة يرجع إلى النقص في البحوث والدراسات في هذا المجال والأهم من ذلك هو عدم اهتمام المصممين والمطورين بالأخذ بدمج هذه الأبحاث والاستفادة منها في تطوير وتصميم هذه المشروعات.
الصورة الوردية التي يحاول القائمين على توفير المسكن بالوسائل الإعلامية والإعلانية تخفي في كثير من الأحيان هذا الإخفاق على الأقل في مراحل الحياة الأولى للمشروع السكني، ولكن سرعان ما تظهر على لسان السكان وانطباعاتهم عن مستوى المساكن التي يعيشون فيها. ويلاحظ المتخصصون كذلك أن أحد أسباب عدم الأخذ بهذه الأبحاث والدرسات وشحها هو أنها أصبحت تستدعي عدد كبير من التخصصات ( نفسية ، اجتماعية ، انتروبولجية (علم الإنسان) ، ايكالوجية ( علم البيئة الطبيعية)، جغرافية، علم الأوبئة، علوم الاجتماع والتخطيط الحضري. تركز هذه التخصصات على العلاقة بين الساكن والبيئة المحيطة ( القريبة من السكن) وتدرس وتحاول أن تجد حلول في مجالات المسكن مثل الطلب على المسكن ونوعيته وحركة السكان ( العلاقة بين العمل والسكن) ومواصفات ومعايير السكن المفضل.
في منطقتنا هذه الأبحاث والدراسات ضرورية ، لأننا وإن كنا نستطيع أن نقبل بمباني مكتبية تعتمد على بيئة الحياة والعمل الغربية، إلا أننا في مجال المسكن لايمكن القبول بها لخصوصية أساليب حياتنا. ومن هنا يصبح من الضروري أن تتبنى الجهات القائمة على توفير المسكن في منطقتنا الدراسات والأبحاث المحلية الخاصة بالمسكن وسياقه والاستفادة من نتائج هذه الأبحاث في مشروعات الإسكان المستقبلية ، فحتى الآن ومن خلال متابعتنا ومشاهدة ما هو ينفذ على أرض الواقع وبالرغم مما يقدم من تسكين فإن المشاريع الإسكانية مازالت تفتقر إلى الكفاءة السكنية المطلوبة.
رئيس التحرير
إضافة تعليق جديد