إعداد : المهندس إبراهيم عبد الله أبا الخيل
مع زيادة عدد سكان المدن وتوسع رقعة المدن كان لابد من إعادة النظر في مفهوم المسكن وإيجاد أشكال جديدة تحد من تمدد المدن، ولذلك توجه التصميم المعماري إلى تحويل المسكن من المسكن الفردي إلى الشقق السكنية وجمعها في عمائر وبنايات عالية ، مما يقلل من المساحة التي تشغلها المباني على الأرض ويرفع من الكثافة السكانية لرقعة الأرض. إلا أن سرعان ما تبين أن العمائر المكونة من شقق سكنية لم تكن تتلائم مع الاحتياجات النفسية والاجتماعية للسكان، خاصة وأن هذه العمائر كانت تقدم على شكل نماذج ذات تكرار في شكلها وتصاميم شقق لاتلبي احتياجات السكان، كما كان المطورون يبالغون في رفع الكثافة السكانية للمشروعات بدون وضع حلول لتخفيف الاكتظاظ السكاني الناتج عنها .
تعرف تلك المشاريع التي تجمع الوحدات السكنية أو الشقق بإسم المساكن ذات الكثافة العالية.
اليوم ونظراً للحاجة إلى كبح جماح التمدد العمراني للمدن بدأت تظهر الحاجة من جديد إلى المساكن ذات الكثافة العالية خاصة وأن هذه الكثافة تساعد كذلك على زيادة حدة النشاط الإقتصادي للإنسان وتقلل من مشاكل النقل والازدحام المروري في المدن.
نستعرض في هذا العدد بعض مشاريع الإسكان ذات الكثافة العالية نظراً للحاجة الضرورية لها في حل بعض مشاكل التخطيط الحضري خاصةً وأن المشروعات الجديدة لإسكان الكثافة العالية أصبح لها جوانب تصميمية جديدة يجب التعرف عليها. ونظراً لأن الهدف من هذا النوع من السكن هو زيادة الكثافة السكانية فيها، لذلك أول ما يتناول هذا المقال هو تعريف الكثافة السكانية.
تعريف الكثافة السكانية
في البداية يجب تعريف معنى الكثافة السكانية وهو القياس الذي يستخدمه المخططون لتحديد حجم المساكن في مساحة معينة.
يستخدم المصطلح العلمي للكثافة للتعبير عن وحدة الحجم الذي تشغله المادة داخل الكتلة . أما في التخطيط الحضري فيستخدم المصطلح للتعبير عن عدد السكان في إطار مساحة محددة وتعرف بالكثافة السكانية.
في العلوم تقاس وحدة الكثافة بالكيلو جرام في المتر المكعب ، أما في التخطيط الحضري فتقاس بعدد المساكن في الهكتار الواحد.
يعبر هذا التعريف عن المعنى المباشر للكثافة السكانية إلا أنه ينظر في الواقع للكثافة السكانية من جوانب أخرى متعددة تهدف إلى إثراء هذا المعنى، أحد هذه الجوانب هو التصميم المعماري الذي يعمل على الإستفادة من المساحات المخصصة للسكن بأفضل وسيلة بهدف الإقتصاد وعدم الإسراف في فضاءات المدينة ولكن بحيث تتم تلبية احتياجات السكان وتطلعاتهم بشكل كامل.
تحتوي المدينة المعاصرة على 3 بيئات سكنية ذات كثافات إسكانية مختلفة هي: مركز المدينة ذو الكثافة الإسكانية العالية، ثم مناطق توسع المدينة السابقة ذات الكثافة المتوسطة. ثم مناطق توسع المدينة الحديث ذات الكثافة المنخفضة. في هذه البيئات الثلاث يختلف تقييم الكثافة السكانية، فالمشروع الإسكاني ذو الكثافة العالية الذي يبنى في مناطق التوسعة الحديثة ذات العمران القليل المتناثر ، قد يعتبر مشروعاً ذو كثافة منخفضة في المركز المكتظ بالعمران. ولذلك فإن تقييم الكثافة السكانية لأي مشروع سكني، يجب أن يتم من خلال السياق العام أو المنطقة التي سوف يبنى فيها، كما تتأثر مشروعات الإسكان ذات الكثافة العالية (الشقق السكنية) بالسياق الحضري الذي سوف تبنى فيه فإنها تؤثر كذلك على سياقها العام أو المنطقة المحيطة بها من خلال مجموعة من المتغيرات التي تتكون منها البيئة المبنية و التي يمكن أن يتفاعل معها التصميم المعماري للوصول إلى التصميم الناجح للإسكان ذي الكثافة العالية ومن أهمها :
الفضاء الحضري
يمكن للمشروع السكني ذي الكثافة العالية جعل الفضاء الحضري فضاءاً مريحاً وملبياً لاحتياجات السكان من خلال احترام ودراسة الخصائص الجغرافية والتاريخية للمنطقة التي سيقام فيها، فإستغلال خصائص تضاريس الأرض من مرتفعات ومنحدرات قد تؤدي إلى إنتاج مشروع سكني ذو فضاءات حضرية فريدة وتنوع في الشكل والإستخدام يمكن أن يعالج التكرار والملل في الشكل المعماري للمشروع السكني ذي الكثافة العالية، وكذلك فإن دراسة تاريخ الفضاء الحضري المحيط لمعرفة طرق تطور هذا الفضاء
تهدف إلى دمج المشروع في الإطار التاريخي وبالتالي مع الفضاء الحضري القائم ليصبح المشروع السكني جزء من الفضاء الحضري القائم الذي ألفه السكان.
كما يجب دراسة المشروع في إطاره الزمني والمكاني، فشكل الفضاء الحضري للمدينة يتطور من خلال 3 مراحل :
1 ـ دراسة وتحديد مناطق التنمية العمرانية.
2 ــ تخطيط وتقسيم الأراضي .
3 ــ إنشاء المباني.
هذه المراحل لاتتم بالضرورة بالتسلسل لتحقيق الشكل النهائي للفضاء الحضري، بل قد يأخذ الفضاء أشكالاً مختلفة نتيجة لتفاعل هذه المراحل فيما بينها من خلال التطور الزماني والمكاني.
أحد أهم الأخطاء الشائعة في مشاريع الإسكان في السابق جاءت نتيجة دمج هذه المراحل في مرحلة واحدة حيث كانت تتم كل هذه المراحل في آن واحد من خلال مطور واحد أو جهة واحدة (الإسكان الحكومي) فتكون تصاميمها موحدة ومتكررة تؤدي إلى فضاءات حضرية تبعث على الملل ، ولاتلبي احتياجات كافة السكان، ولا تراعي العامل الزمني ولاتسمح بالتطور والتلائم من الفضاء الحضري. و بينما يمكن أن يتم تحديد مناطق التنمية العمرانية وتخطيط الأراضي في إطار زمني واحد إلا أن مرحلة إنشاء المباني يمكن أن تكون على مراحل زمنية مختلفة يتأثر توقيتها بعوامل مثل المضاربات العقارية أو عند الحاجة إلى رفع مقدار الكثافة السكانية أو تعزيز النسيج الحضري.
يؤثر مشروع الإسكان ذو الكثافة العالية كذلك على الفضاء الحضري من خلال الحلول المعمارية ذات العلاقة بالبيئة المحيطة، فإذا تم مثلاً تصميم المساكن حول أفنية داخلية فإن هذا التوجه يعني فصل فضاء المشروع إلى فضاء داخلي وآخر خارجي، وقد يؤثر هذا التوجه بعد ذلك على مراحل تطوير المشروع في المستقبل. وكذلك عندما يكون البناء السكني رأسي فإنه يزيد الكثافة السكانية ويدفع إلى نمط حياتي مختلف حيث تكون إطلالة المساكن فيه خارجية ومباشرة على إرتفاعات عالية و ذات أفق بعيد وتطبع حياة الإنسان بنمط فضائي فريد وطبيعة تختلف عن طبيعة المساكن حول أفنية داخلية.
الفضاءات العامة داخل مشاريع المساكن ذات الكثافة العالية
إن جمع الوحدات السكنية (الشقق) في مبنى واحد يدفع إلى ضرورة أن تأخذ في الإعتبار الفضاءات العامة الخادمة للوحدات السكنية أو المناطق الفاصلة بين الخارج والداخل أو الخاص والعام.
وهناك أنواع كثيرة للفضاءات العامة مثل السلالم والمصاعد وممرات التوزيع المؤدية إلى الشقق السكنية، كما يمكن أن يكون الفضاء العام على هيئة حدائق وممرات مشاة تفصل بين كتل العمائر السكنية. هذه الفضاءات لها دور هام في إنجاح المشروعات ذات الكثافة العالية، إذا أنها تستطيع أن تعوض النموذج السكني ذو الكثافة العالية بمميزات السكن الفردي،
فعادة ما يطلق على مشروع الإسكان ذو الكثافة العالية إسم التجمع الإسكاني أو المجموعات السكانية، هذه الأسماء تعبر عن المفهوم الاجتماعي وراء هذا النوع من السكن ( أو هذا المنتج السكني) لأنه يمثل نموذجاً حياتياً وسكنياً في إطار بناء واحد يتشارك سكان المبنى في مكوناته، ولذلك يجب أن تشجع هذه الفضاءات على التآلف والتراحم وتشجع على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين السكان .
يلعب التصميم المعماري لهذه الفضاءات دوراً أساسياً في نجاح المشروع حيث يشترك السكان في استخدام هذه الفضاءات مثل ممرات الحركة والمداخل والساحات والفراغات ذات الاستخدامات الجماعية (ملاحق تجارية وترفيهية أو اجتماعية).
يمكن أن يمتد تعريف الفضاءات العامة ليشمل كل ما هو مشترك بين السكان مثل واجهات العمائر السكنية والقواطع الداخلية بين الشقق والحواجز الخارجية وكذلك تجهيزات شبكات التغذية ( الماء والكهرباء والتكييف و التدفئة) هذه العناصر تعبر عن الجوانب المشتركة في حياة المجتمع السكاني للمباني المكونة من الشقق السكنية، ويكون دور التصميم المعماري هنا أن تتلائم هذه الفضاءات المشتركة مع رغبات السكان وعاداتهم
وتقاليدهم وخصوصياتهم ،
وقد يلجأ المصمم إلى أن تصبح أحد مكونات الفضاءت العامة وهي ممرات التوزيع ممرات مكشوفة خارجية رحبة تساعد على تعزيز مفهوم الأمان الاجتماعي بدلاً من الممرات الداخلية المغلقة التي لا تتمتع بالإضاءة الطبيعية ولا بالرحابة والتي لاتوفر خصوصية بشرية بل تبعث على الريبة والخوف من الآخر.
كما يمكن أن يتوجه المصمم إلى إيجاد جلسات أو بسطات خارجية أو داخلية ترتبط بممرات التوزيع وتعالج بشكل يشجع على أن تكون أماكن للتواصل الاجتماعي بين السكان.
وتلعب مداخل العمائر السكنية دوراً هاماً في تحقيق التواصل الاجتماعي كونها فضاءات عامة تفصل بين الخارج والداخل، ويمكن أن تفتح عليها فراغات مشتركة كغرف اجتماع أو غرف إدارة المباني والمصاعد والسلالم .. إلخ.
ولذلك يجب أن تتمتع هذه المداخل بالإضاءة الطبيعية أو تتوفر فيها عناصر خضراء مائية تضفي أجواء إنسانية ومرحبة بالزوار وسكان المبنى.
في مشروعات المجمعات السكنية ذات الكثافة العالية تؤثر دراسة توزيع البنايات في تحديد شكل الفضاءات العامة وحرية الحركة بين المباني وعادة ما تكون هذه الفضاءات على هيئة أفنية أو ساحات أو طرق مشاة أوشرفات تساعد وتسمح بتوفير الإضاءة والتهوية الطبيعية للشقق وتشكل فضاءات للاسترخاء والراحة أو فضاءات للتجمع والحركة أو للإنفراد.
وفي الواقع فإن تصميم الفضاءات العامة لايجب أن يفرض على السكان أو يحدد نوع العلاقات التي تنشأ بينهم بل يجب أن تكون فضاءات حرة تسمح للسكان بتحديد أي شكل من أشكال العلاقات حسب رغبة كل ساكن.
نماذج الشقق السكنية في مشاريع الإسكان ذي الكثافة العالية
يهدف التصميم المعماري للشقق السكنية إلى هدفين متناقضين ، فالمعماري يهدف إلى تصميم مباني وظيفية سهلة التنفيذ ذات تفاصيل وتصاميم متكررة يسهل تصنيعها وتنفيذها وتساعد على الاقتصاد في التكاليف، أما الهدف الثاني فإنه يعمل في نفس الوقت على تحقيق الرغبات المتعددة والمتنوعة للسكان سواء في الشكل أو الاستعمال ، وقد تكون هذه الرغبات واضحة أو تكون غامضة يصعب التكهن بها ، ويوفر تحقيق التوازن بين هذين الهدفين النماذج النهائية والمتنوعة للشقق السكنية.
وعادة يعتمد التصميم المعماري على وجود نموذجين لتحقيق التنوع في تصميم الشقق السكنية :
الأول يعتمد على المرونة في تصميم الشقق السكنية بدون تحديد استعمال معين لها وبدون تقسيمها إنما يترك تحديد التوزيع الداخلي للسكان.
النموذج التصميمي الآخر يعتمد على تنوع تصميم الشقق السكنية فنجد في نفس العمارة السكنية شقق ذات دور أو دورين أو ثلاث أدوار (دوبلكسات) وتتنوع مساحات النماذج وعدد الغرف فيها ويكون للسكان اختيار النموذج الملائم حسب احتياجات كل ساكن.
كما يتم تحقيق تنوع المعروض من النماذج من خلال إقامة مشاريع سكنية متخصصة لإيواء العجزة أو المعاقين أو للإيواء العاجل وكلها نماذج تساعد على تنوع المعروض من السكن.
واليوم نشهد تحولات كثيرة في وسائل الحياة المعاصرة ، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في تصميم المساكن وخاصة الشقق السكنية لكي تتلائم مع الاحتياجات المعاصرة. فغرفة المعيشة التي كانت تحتل غرفة منفردة يمكن اليوم أن تتحول إلى غرفة ذات وظائف متعددة إذا تم فتحها على غرف أو فراغات الشقة الأخرى مثل الجمع بين غرفة المعيشة وبين غرفة الطعام أو المطبخ ، والتلفاز الذي كان له مكان ثابت في المجلس يمكن اليوم أن يكون في أي مكان من الشقة وكذلك الحمام الذي أصبحت أجزاء منه مفتوحة على غرفة النوم لتوفير رحابة وإتساع للغرفة. كما يمكن اليوم العمل من داخل المسكن دون الحاجة إلي الذهاب إلى أماكن العمل، مما يستدعي تهيئة فراغ لتأدية هذه الوظيفة.
إن هذه التحولات المتلاحقة في أسلوب حياة سكان المدن تؤثر بشكل كبير على مدى ملائمة المعروض السكني.
يؤثر عامل الكثافة السكانية العالية بشكل كبير على نماذج الشقق السكنية حيث يجب أن يتم تحقيق رغبات كل السكان وأن يأخذ التصميم في الإعتبار تطور حياتهم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وبيئياً وفي الإطار الزماني المكاني وهي غاية مازالت صعبة التحقيق ومازالت تشكل تحدياً كبيراً للتصميم المعماري.
الغلاف الخارجي لمباني الإسكان ذي الكثافة العالية
يمكن أن نرى أهمية الغلاف الخارجي في مشروعات الإسكان إذا ما تمت مقارنة مكوناته بأعضاء جسم الإنسان، فالمباني السكنية تقوم على هيكل إنشائي كما هو الهيكل العظمي، وتتكون من حركة تدفقات مختلفة مثل تدفقات الغذاء و الهواء .. إلخ ، كما يتكون المبنى من غلاف يضم ما يغلفه كما هو جلد الإنسان.
وكما أن طبيعة جلد الإنسان هي حماية الأعضاء الداخلية وتعبيره عن الشكل الخارجي للإنسان، فإن غلاف المبنى يكون له دور شبيه جداً بجلد الإنسان. فغلاف المبنى هو العنصر الذي يتفاعل مع البيئة المحيطة ويربط بين خارج المبنى وداخله. وعندما يتم فصل الوظيفة الإنشائية للغلاف يتحرر الغلاف من عبئ هذه الوظيفة ويصبح أحد العناصر المعمارية التشكيلية وتصبح النوافذ والشرفات والحاجبات الشمسية ومواد التشطيب الخارجي عناصر أو مفردات ومواد التشكيل المعماري للغلاف (الواجهات) ، و لاتصبح وظيفة الغلاف هي الفصل بين الداخل والخارج فقط بل تتعدى ذلك لتكون عامل تواصل وتخاطب بين المبنى والبيئة من حوله .
ومن المهم أن ندرك أن غلاف المبنى يعني غلاف كل الشقق السكنية، وبالتالي هو أحد العناصر الهامة التي يتشارك فيها جميع سكان هذه الشقق، ولذلك يهتم التصميم المعماري بواجهات مباني الشقق للتعبير عن خصوصية كل مجموعة أو كل شقة ومحاولة تميزها عن غيرها من خلال تنوع الأشكال والألوان ومواد التشطيب العالية.
في هذا العدد نستعرض عدد من المشاريع ذات الكثافة السكانية العالية، فمشروع ميرادور السكني في مدريد هو برج سكني يرتفع 22 طابقاً ويضم 156 شقة ذات نماذج مختلفة، أما مشروع مسكن 8 في كوبنهاجن فهو مشروع سكني ذو كثافة عالية يمتد على مساحة الأرض على شكل رقم 8 يضم فناءً مغلقاً وآخر مفتوحاً من أحد الأركان ليسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى داخل الفناء والإطلالة على الفضاء الخارجي.
أما مشروع مسكن هالوي في الصين فهو مشروع سكني ذو كثافة عالية يضم عمائر سكنية متقاربة وبتصاميم مختلفة، ويستعرض هذا العدد أحد هذه العمائر وتضم 84 شقة سكنية وتهدف إلى إسكان مجموعة من الباحثين . يهدف هذا المشروع السكني المتخصص إلى إسكان مجموعة ذات تخصص واحد من السكان. كما تم استعراض مشروع عمارة سكنية في منطقة رافينا في إيطاليا، ويتميز هذا المشروع بمعالجة غلافه الخارجي بطريقة جديدة تسمح بالتعبير عن تنوع رغبات السكان الذين يتشاركون في هذا المبنى. كما يستعرض العدد أحد آخر المشاريع التي فازت بها المعمارية العالمية زها حديد وهو عبارة عن مشروع سكني ذو كثافة عالية في المكسيك ويتميز بتصميمه الحديث المبدع.
إضافة تعليق جديد