يشهد قطاع الفنادق نمواً كبيراً نتيجة لتطور قطاع الإتصالات والمعلوماتية ، فالتعريف بالفنادق عالمياً أصبح متاحاً من خلال الإنترنت وكذلك إمكانية الحجز عبرها ، كما ساهم تطور قطاع السفر والنقل في سهول الإنتقال من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى. وأهتمت شركات الفنادق بهذه التطورات واستغلتها إستغلالاً ذكياً، فتطورت عمارة الفنادق لتلائم كافة الأذواق والتوقعات على مستوى العالم.
نتناول في هذا المقال مجموعة من الفنادق التي صممها مجموعة من المعماريين النجوم في عالم العمارة : زها حديد، نورمان فوستر، جان نوفيل، أوما (ريم كولهاس).
يحاول هذا المقال الرد على سؤال هام هو : هل تحتاج عمارة الفنادق إلي المعماريين النجوم؟ وهو سؤال مشروع لأن الساحة المعمارية بدأت تتساءل حالياً عن مدى جدوى اللجوء للمعماريين النجوم في كل المشاريع والمسابقات في منطقتنا وفي المشاريع الكبيرة والصغيرة على حد سواء، حتى أصبحت المسابقات المعمارية حكراً على هؤلاء النجوم العالميين. فما هو الجديد الذي يمكن أن يقدمه أمثال هؤلاء النجوم في قطاع الفنادق؟ وهل يمكن أن يحدث دخول هؤلاء إلى هذا القطاع الفرق؟
يرى البعض أن مباني الفنادق تخضع في كثير من الأحيان إلى دراسات تخطيطية أولية تهتم بكافة التفاصيل التصميمية وربما تقيدها مما يحد من عمل المعماري وقدرته على الإبداع . لذلك كثيراً ما يتخوف مطوري المشاريع الفندقية من تكليف هؤلاء المعماريين بالرغم من نجوميتهم وإنتشار أعمالهم عالمياً خوفاً من أن يصبغ هؤلاء المعماريين صبغتهم الخاصة على تصميم هذه الفنادق ، الأمر الذي قد يتعارض مع الخطط الموضوعة من قبل هؤلاء المطورين.
من أعمال فوستر وشركاه
فندق جراند دولدر
أصبحت المنتجعات والفنادق تبنى في الأماكن المميزة والفريدة للاستمتاع بالمكان والمحيط والبيئة. فجبال الألب هي من الأماكن المميزة للاستمتاع بالطبيعة الجبلية والثلوج ورؤية الغابات الكثيفة ، كما أن إستغلال المباني التاريخية الشهيرة ذات الأحداث التاريخية الهامة، أصبح يمثل عنصر جذب لنزلاء الفنادق، فمنتجع جراند دولدر الجديد الذي صممه نورمان فوستر نجح في تقديم فكرتين أساسيتين، الأولى إحترام المكان المميز وسط الغابات والإطلالة على المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة به، والثانية هي تواجد مبنى تاريخي قديم ليصبح قلب هذا الفندق، حيث تم ترميمه وإضافة توسعة مبنيين عن يمينه ويساره ذات تصميم معاصر واستحداث أربعة أجنحة ملكية مميزة فيه.
أما المشروع الثاني فهو فندق مي الذي صممه نفس المكتب فهو في منطقة أعيد تصميم مخططها الحضري و يقع بجانب قصر تاريخي مر بعدة تغيرات وأحداث على مر العصور، تأثر تصميم الفندق بعمارة هذا القصر وقدمه في صورة حديثة ومعاصرة مع الإهتمام بالطبيعة من حوله. وقد ظهر هذا في بهو الاستقبال الممتد إرتفاعه إلى أعلى نقطة في مبنى الفندق، بحيث تم توجيه أشعة الشمس والضوء حتى أدنى نقطة به.
من أعمال زها حديد معماريون
فندق أوبوس
يركز بعض المعماريين على الأفكار الجديدة الخارجة عن المألوف في التصميم المعماري للفنادق لإحداث الإبهار والتفرد حتى يصبح المبنى علامة مميزة وعادة ما يتم التركيز على التفاصيل الداخلية للفندق (حتى تفاصيل النقوش المستخدمة في المفروشات أو حتى أدوات المائدة في المطاعم).
في هذا الصدد قامت المعمارية زها حديد بتصميم عدد من مباني الفنادق ركزت فيها على التشكيل الفني للمبنى كما في فندق أوبوس الذي يعتبر قطعة فنية منحوتة من الفراغ ، يمكن أن تراها من على بعد لتصبح علامة مميزة في المدينة. كما استخدمت المعمارية مواد مثل جي . آر . سي والزجاج في واجهات فندق المركز الثقافي في الصين، ويعتبر ذلك إبداع في التعامل مع عناصر الإنشاء وتصميم الواجهات.
من أعمال ستوديو جان نوفل
فندق رنيسانس
يوجد توجه آخر في تصميم الفنادق وهو يركز على تطبيق مفهوم الاستدامة على كل جزء من أجزاء المبنى مثل استخدام عناصر ومبادئ الاستدامة في الإنشاء وفي استعمالات الغرف والصالات والقاعات وتطبيق مبدأ توفير الطاقة على كل الأصعدة. في فندق رنيسانس الذي صممه المعماري جان نوفل تم الإهتمام بالتوجيه والتعامل مع لون الواجهات ومدى إمتصاص أشعة الشمس التي تؤثر على الكفاءة الحرارية داخل غرف الفندق . كما أدخل المصمم فكرة الحديقة المعلقة الرأسية في جميع طوابق المبنى، وخصص أحد الطوابق لكي تكون حديقة كبيرة، مع استخدام المياه المعاد تنقيتها في نظام ري تلك الحدائق.
من أعمال أوما
فندق دي روتردام
إن المجمعات ذات الاستخدامات المكتبية والتجارية أو تلك التي تقع بجانب مرافق كبرى هامة مثل الموانئ تحتاج في أغلب الأحيان إلى إضافة خدمات فندقية إليها توفر السكن والترفيه والراحة من مطاعم ونوادي صحية وأماكن للتنزه، وبحيث تخدم هذه الفنادق رجال الأعمال ومرتادي هذه المجمعات.
مشروع المدينة العمودية (دي روتردام) هذا المشروع العملاق الذي صممه المعماري ريم كولهاس أقيم على شاطئ الميناء ويتمتع بإطلالة مميزة على المحيط الحضري وقربه من الميناء والجسر المعلق وبعض العلامات البصرية في المدينة. هذا المشروع يضم أبراج مكتبية وسكنية وشقق ، وقاعدة تضم صالات كبيرة للعديد من اللقاءات الاجتماعية، كما تم تخصيص أحد الأبراج ليكون فندقاً يقدم الخدمات المعيشية لمرتادي هذه المدينة العمودية، وكذلك رجال الأعمال الذين يتواصلون مع إدارة الميناء والذين لهم علاقات مع الشركات التي تقطن الأبراج المكتبية في نفس المشروع.
لم تعد الفنادق تقدم خدمة الإقامة فحسب بل أصبحت توفر المطاعم والكافتيريات والنوادي الصحية والرياضية وقاعات الاجتماعات حتى أصبحت رافداً إقتصادياً وسياحياً أساسياً على مستوى المدينة. وتتنافس الفنادق فيما بينها في تقديم أفضل العروض والخدمات لجذب عملائها من خلال ما توفره من مميزات فريدة لا توجد في أماكن أخرى. وعادة يلعب موقع الفندق دوراً هاماً في نجاحه، كما أصبح من الضروري التعامل مع تكوينات الفنادق ومبانيها بطريقة دقيقة لأنها تمثل قطعاً معمارية فنية فريدة، بالإضافة إلى تفردها في كافة التفاصيل الداخلية في مبانيها. كما أصبح للفنادق دور كبير في النهوض حضرياً بالمناطق المحيطة بها، وتعتبر الفنادق اليوم أحد أهم روافد الجذب السياحي وتنشيط الحركة الإقتصادية والاجتماعية داخل المدن.
sala says
ما في بحث اشمل من هيك عن عمارة الفنادق ؟؟
شريف says
السؤال من هم المصممون و كيف اشتهروا و نجحوا