عملية التسكين أو تقديم مسكن للمواطن لاتهدف فقط إلى تقديم مسكن فحسب بل يجب البحث عن أفضل الحلول التصميمية التي توفر الخصوصية. والاستعمال الملائم والمرن تحقق وتعزز مفهوم الإستدامة ، فمفهوم الاستدامة في المسكن لا يؤدي دوره كاملاً على مدى دورة حياة المسكن، إلا إذا كان يتمتع ليس فقط بالقدرة على التحمل الإنشائي وتوفير الإمكانيات التقنية بل كذلك لمرونة استعمالاته وملائمتها لحياة السكان طيلة دورة حياة المسكن، وبمعنى آخر كلما كان المسكن ملبياً لإحتياجات السكان ويحترم قيمهم الثقافية والاجتماعية كلما كان أكثر قيمة عندهم وسيدفع ذلك السكان إلى الاعتناء به. لذلك يجب أن يتم الاعتناء بدراسة وتحديد العناصر الفراغية ومعانيها الرمزية التي تختلف من مجتمع إلى آخر وتتأثر بالقيم الثقافية والاجتماعية والتي تؤثر على استعمالات المسكن ، (من مواد مستخدمة في البناء وتفاصيل معمارية للمساكن وتكوين عام ، إحتواء مكان و حركة، وتصميم الغرف الرئيسة، والإضاءة الطبيعية و عناصر الإشتراك بين الوحدات السكنية) بهدف تعزيز الاحساس بملكية المسكن وتحكم الفرد في المكان الخاص به الذي تمارس فيه الحياة الشخصية له ولأفراد أسرته.
ومع ذلك نلاحظ أن النقاش الذي يدور في وسائل الإعلام يتناول الجوانب والسياسات الإدارية والتطويرية للمشاريع السكنية مثل سرعة إنجاز مشاريع الإسكان أو تسهيل عمليات الحصول على القروض ، أما الجانب التصميمي أو بمعنى آخر جودة المنتج السكني فلا يجد الاهتمام في وسائل الإعلام ، بالرغم من أنها تمس حياة الفرد العادي، الاهتمامات مازالت بعيدة بالرغم من أن كل الاجتهادات يجب أن تؤدي في نهاية المطاف إلى ضرورة توفر الجودة في التصميم المعماري للمنتج السكني وبصرف النظر عن كون هذا المنتج سوف يحوز على إعجاب المستفيدين أم لا ، فالكثير من المستفيدين اليوم ربما تكون حاجة السكن لديهم ماسة لدرجة أن هدفهم هو الحصول على أي مسكن بصرف النظر عن جودته وملائمته لرغباتهم وقيمهم الثقافية والاجتماعية ، أو قد ينجح مطور في تسويق مشروعه وقد يخفق آخر نتيجة إلى آليات البيع التي يضعها كل مطور بالرغم من ارتفاع جودة المنتج، و قد لاتظهر مشاكل إهمال جودة التصميم في بداية الاستعمال بل تظهر بعد الاستعمال وبعد مرور مدة زمنية.
رئيس التحرير
إضافة تعليق جديد