في كل مجتمعات العالم تُجرى حوارات في كافة شئون الحياة تتناولها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وشبكات التواصل الاجتماعي، هذه الحوارات تهدف إلى تثقيف المجتمع والتعريف بالمجال موضوع الحوار والنقاش، وعندما يتم تناول مجالات ذات تخصص علمي يكون من الضروري إيجاد أشخاص قادرين على تبسيط وتسهيل فهم الجوانب العلمية لكي يستطيع الإنسان العادي تكوين رؤية واضحة عن هذا المجال، فكل مجالات الحياة تهدف إلى الرقي بالإنسان وبكل إنسان وإصلاح حياته ومعيشته.
يشكل مجال العمارة والعمران أحد المجالات الهامة في حياة الإنسان ، فلو قارنا مجالاً مثل المجال الصحي بمجال العمران سنجد أن المجال الصحي يتناول جزءاً صغيراً من حياة الناس ويكون ذلك عند حاجتهم إلى العلاج والإستشفاء، بينما مجال العمران يمثل الفضاء الذي يعيش فيه الإنسان كل ساعة وكل يوم وكل سنوات حياته، وبالتالي هو مجال يمس حياة الإنسان بشكل يومي.ومن هنا فإن الاهتمام بهذا المجال على المستوى الإعلامي أمر ضروري وبالغ الأهمية ، فالمدن تبنى للإنسان وتهدف لرفع مستوى حياته وأدائه ولاداعي للدخول في تعداد كل ما يجب الاهتمام به في مجال العمران لتحقيق هذه الأهداف.
الإهتمام لدينا بهذا المجال وفتح أبواب الحوار والنقاش فيه مفقودة، وإن وجدت فإما أنها تدار بواسطة أشخاص بعيدين عن محتوى هذا المجال أو من أشخاص لا يعدون ولا يستعدون جيداً لهذه الحوارات والنقاشات. فالمشكلة تكمن في أن الكثير من الحوارات تتم في إطارات محاولة تبسيط الأمور من خلال أشخاص غير متخصصين عمرانيين وإن وجد المتخصص ، ففي كثير من الأحيان يكون هؤلاء المتخصصين غير متفرغين للعمل الإعلامي أو لا تكون لدينا القدرات الإعلامية لإدارة النقاشات والتعريف بالمجال موضوع الحوار.
بعض القنوات التلفزيونية وبعض الصحف المحلية تحاول جاهدة أن تتبنى المجال العمراني ولكن لا توظف له الإمكانيات الكافية ليستفيد المتلقين من هذه الجهود، وعادة ما تأتي تقديم المواضيع في إطار سطحي ضعيف على مستوى الإعداد وعلى مستوى الأفكار. المطلوب بالطبع هو تناول هذا المجال إعلامياً بعمق وتهيئة الأجواء الإعلامية المناسبة له ، وتوظيف أكبر للإمكانيات البشرية والمادية لكي تؤتي هذه المجهودات الإعلامية ثمارها.
رئيس التحرير
إضافة تعليق جديد