إعداد : المهندس إبراهيم عبد الله أبا الخيل
يشهد عمران المدن منذ ثلاثة عقود تقريباً تحولات اقتصادية واجتماعية وثقافية وعمرانية كبيرة. فما هو منتظر من المباني أن تؤديه اليوم لم يعد كما كان عليه في الستينيات، فالمسكن تغير من خلال إدخال التقنيات الحديثة إليه (أنظمة المراقبة والتحكم ، الأجهزة الإلكترونية .. إلخ ) ، وتغيرت العلاقات الأسرية (عمل المرأة ، الحياة في المدن الكبيرة .. إلخ) ، وكذلك الحال بالنسبة للمباني الأخرى مثل تأثير وسائل التواصل الحديثة على مفهوم مركز للمؤتمرات مثلاً، أو مثل ما تهدف إليه اليوم ممارسة الأنشطة الرياضية من حيث صحة الإنسان لتحسين مظهره أمام الآخرين والاستمتاع بمباهج الحياة وما مدى تأثير ذلك على المبنى الرياضي، أو كيف يجب أن يكون عليه مبنى مستشفى في إطار تطور وإعادة النظر في الخدمات الصحية على ضوء التطورات العلمية والرقمية الصحية .
هذا على صعيد المباني فماذا على صعيد المدينة التي تشهد مشاكلها تقارباً بينها وبين المباني ، فالمباني تؤثر على المدينة كما تؤثر المدينة على المباني، بحيث لايمكن لأي تصميم اليوم من أن لا يأخذ في الاعتبار مشاكل المدينة مثل تمدد عمرانها وهويتها الثقافية أو مشاكلها الاجتماعية أو مشاكل النفايات الناتجة عن مبانيها.
المشاكل التي تعاني منها المدن :
المدينة تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية وإدارية وبيئية وثقافية وترفيهية يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
ــ المشاكل الاقتصادية : في بداية هذا القرن الجديد لم تعد للإدارات المحلية القدرة الاقتصادية التي كانت عليها من قبل في مواجهة مشاكل مثل البطالة وتمويل السكن أومشروعات النقل العام أو إدارة وصيانة الشبكات التحتية للمدن، أو تطوير الأنشطة الثقافية والسياحية والرياضية أو المحافظة على أو إدارة المخزون التراثي.
ــ المشاكل الاجتماعية : إن تأثير الحالة الاقتصادية على المدن أثرت على مهمة تأمين السكن الاجتماعي ومشكلة زيادة عدد كبار السن نسبة إلى عدد السكان مما أضاف أعباء جديدة على إدارة المدينة ، وأصبح من الصعوبة توفير خدمات اجتماعية مقبولة لكافة المحتاجين من عاطلين عن العمل وفقراء وتقديم خدمات صحية وتعليمية لهم. من جهة أخرى تشهد المدن الكبرى زيادة في الهوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء خاصة هؤلاء المهاجرين من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية، ومدى تأثير ذلك على العمل والتعليم والصحة، بالإضافة إلى مشكلة إندماج هؤلاء داخل المجتمعات الغنية.
ــ المشاكل البيئية : نتيجة التحولات البيئية الكونية وزيادة عدد السكان خاصة في المدن الكبرى، تواجه المدن مشاكل نتجت عن هذه التحولات مثل شيوع استعمال السيارة الخاصة وتجهيزات تدفئة المباني أو تكييفها المعاصرة وهي وسائل تزيد من انبعاثات الكربون وتلوث هواء المدن .
ــ المشاكل الثقافية والترفيهية : إن الاهتمام بالجوانب الثقافية والترفيهية أصبح مطلب إنساني لسكان المدن إلا أن إدارة المدن تواجه ــ كما ذكر ــ مشاكل تمويلية كبيرة، الأمر الذي لا يساعد على تقديم برامج ثقافية وترفيهية للسكان بالشكل المطلوب ، مع العلم بأن هذه البرامج لها عائد اجتماعي واقتصادي إيجابي على المدن ، وعموماً فإن تنشيط الثقافة في المدن يحتاج إلى سياسة على المستويات الوطنية المختلفة وليس فقط على مستوى المدن الكبرى .
العوامل المؤثرة على ممارسة التصميم :
في الجانب المهني هناك عوامل أثرت على مهنة التصميم المعماري بشكل خاص ومجال التصميم بكافة تخصصاته بشكل عام ويمكن أن نلخص هذه العوامل في ثلاث عوامل رئيسة :
تأثير العولمة
تقف العولمة وراء الكثير من التحولات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، و في مجال التصميم المعماري فإن أهم تحول كان توسع سوق الخدمات المعمارية وسوق البناء في الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية ليشمل أسواق الدول الناشئة مثل الهند والصين والبرازيل وكذلك الشرق الأوسط ، فهذه الدول بالإضافة إلى تطورها الاقتصادي شهدت زيادة كبيرة في عدد سكانها، الأمر الذي أدى إلى زيادة حاجتها إلى التحديث في الشبكات التحتية وفي البناء بشكل عام و الحاجة إلى استدعاء الشركات العالمية في الهندسة المدنية وتخطيط المدن والعمارة، القادرة على التوسع إلى الأسواق العالمية. لقد أدت المنافسة بين هذه الشركات التي جاءت من أمريكا الشمالية وأوروبا خاصة وبعضها من أسيا إلى إيجاد تنوع كبير في طرق واستراتيجيات العمل المهني ، كما أنه نتيجة للتطور الاقتصادي الكبير في هذه الدول وتطور عمران مدنها وتشكل المدن الكبرى الكونية ــ خاصةً في الدول الناشئة ــ تم اللجوء إلى إتباع وسائل التمويل الأوروبية والأمريكية في المشاريع التطويرية الكبرى والتي قد لاتراعي في كثير من الأحيان الأنماط التخطيطية والمعمارية في هذه الدول، وهذا يعني أن سياسات التمويل ليست ذات تأثير فقط على الإقتصاد ولكن كذلك على العمران ، فالتوسع في بناء الأبراج في الدول الناشئة لم يكن في كثير من الأحيان هو الشكل العمراني المناسب .
من جهة أخرى شهدت بداية القرن الواحد والعشرين ظاهرة المعماريين النجوم ، وهم هؤلاء المعماريون الذين استطاعوا من خلال مكاتبهم التي انتشرت فروعها في أنحاء العالم من الاستحواذ على أكبر حصة من المشروعات المعمارية الهامة مثل المجمعات الرياضية والثقافية من استادات رياضية ومتاحف ومراكز ثقافية بالإضافة إلى الأبراج الأيقونية ذات الأشكال والإنشاءات البارعة والعمران الجاذب، فالمنافسة بين المدن الكبرى الكونية في العالم أصبحت شديدة لإستقطاب المستثمرين والمؤسسات الكبرى لتحقيق أكبر قدر من فرص العمل فيها. كما استطاعت هذه المدن أن تمارس كل ماهو متاح من استراتيجيات تسويقية لجذب التظاهرات العالمية ( مسابقات عالمية رياضية، معارض تجارية ) ، كذلك استعمال الاستراتيجيات التسويقية ذات الطابع الثقافي واستخدام العمارة كآداة فعالة للتسويق (المتاحف والمراكز الثقافية في منطقة الخليج)، ولقد تبارت المكاتب العالمية في تقديم أقصى مالديها من براعة وحداثة معمارية لتلبية رغبات أصحاب هذه المشاريع لإقتناء الحداثة سريعاً، وتحقيق رغبة هذه الدول في الشعور بالتنافسية تجاه الدول المتقدمة .
في هذه البيئة المهنية الجديدة التي تعتمد على تنظيم جديد للمكاتب المعمارية العالمية ونقل خدماتها بين مختلف دول العالم يمكن أن نطرح التساؤلات الآتية :
• هل العمارة التي تقدمها هذه المكاتب العالمية هي عمارة محلية تعبر عن المناطق التي تقام فيها ؟
• هل هي عمارة كونية جاءت نتيجة لإمتزاج ثقافات المناطق والدول فيما بينها بحيث تلغي الحدود بينها؟ • هل يمكن أن يؤثر انتشار هذه العمارة على العمران وبالتالي على المجتمعات، إذا ما علمنا أن العمران يلعب دوراً في التحولات الاجتماعية.
• هل ستقاوم المجتمعات تلاشي ثقافاتها وامتزاجها بالثقافات الأخرى ، أم ستستسلم لمسيرة التآكل التي بدأت بالفعل والتي بات من الصعب إيقافها اليوم .
العالم يشهد اليوم عمارة كونية معممة غير منتمية للمكان ، لاتنتمي للخصائص العمرانية للمدينة التي تقام فيها ، ولاتراعي الجوانب الجغرافية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية . هذه العمارة التي صنعت في الغرب لاتؤثر على العمل المعماري في الدول الناشئة فحسب بل تؤثر على دول الغرب نفسه.
تحولات في مجالات التصميم
تأثير مشاكل المدينة على العمارة ومشاكلها اوالعكس أصبح أمراً واضحاً ويعني أن التصميم المعماري لم يعد يقتصر على حل العلاقة بين الفراغ والشكل فقط بل يجب أن يأخذ في الإعتبار حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية التي تعاني منها المدن، وبالتالي فإن ممارسة التصميم المعماري أصبحت أكثر تعقيداً من ذي قبل مما دفع إلى ظهور تخصصات تفرعت من التصميم المعماري، وتخصصات جديدة نشأت نتيجة لمواجهة هذا الكم الكبير من المعطيات التي يجب أن يأخذها التصميم المعماري في الإعتبار .
التصميم بشكل عام بما فيه التصميم المعماري أصبح ينقسم إلى عدد من التخصصات الرئيسة: وهي تخطيط المدن و التصميم المعماري وتنسيق المواقع وتصميم المنتجات المختلفة من مفروشات ما يسمى بالتصميم الصناعي الذي يهتم بتصميم المنتجات المختلفة .
تأثير تعدد تخصصات التصميم على المشهد المعماري كبير حيث شهدت المنتجات التي يستخدمها الإنسان تطوراً ملحوظاً في تصاميمها مثل تطور تصميم المركبات ( الحافلات، السيارات، الدراجات، القطارات، المترو … إلخ) .
وقد أثر ذلك بشكل أو بآخر على تصميم المباني التي تأويها من محطات للحافلات والقطارات والمسارات الخاصة بالدراجات داخل المدن ، كما شهد الفضاء العام تطورات مختلفة مثل تطوير تصميم وحدات الإنارة وأكشاك الهواتف ومواقف النقل العام وسيارات الأجرة بالإضافة إلى تجهيزات حفظ الأمن وتنظيم المرور من كاميرات ورادارات واللوحات الإرشادية المختلفة لتنظيم الحركة و التوجيه وكذلك اللوحات الإعلانية التي انتشرت بشكل كبير . كما يمكن إضافة التجهيزات المنزلية المختلفة التي أصبحت ضرورية بعد أن كانت اختيارية مثل الآلات الكهربائية المنزلية والصحية والتكييف والتدفئة وأنظمة التحكم الآلي ، بالإضافة إلى تأثيث المطابخ والحمامات وأنظمة المفروشات في المساكن والمكاتب، بالإضافة إلى التجهيزات المتخصصة من أثاث المدارس والمستشفيات والمباني التجارية.
من جهة أخرى تشهد المباني كذلك تطوير منتجات جديدة في أنظمتها الإنشائية مثل الغلاف الخارجي أو الفتحات. وكذلك في أنظمتها الداخلية مثل الحوائط المرنة والقواطع والأسقف والأرضيات المزدوجة . إن الكثير من المنتجات الإنشائية التي كانت تلبي الجانب الإنشائي أصبحت اليوم تلبي متطلبات متنوعة للمعماريين والمصممين بشكل عام .
إن تطور التصميم الرقمي للمباني أدى إلى فتح إمكانيات هائلة للمصممين في المساعدة على تصور وتصميم وتشييد أشكال هندسية لم يكن من الممكن تحقيقها من ذي قبل بشكل أدى إلى امكانية تفعيل فكرة التصميم الجاهز المتنوع الذي يتكيف مع كافة الأشكال بدلاً من التصميم الجاهز المتكرر والجامد . كما لايمكن هنا أن نذكر المجال الرقمي دون ذكر تأثيره على تصميم المباني من خلال ما يعرف اليوم بالتطبيقات التي تستخدم بواسطة الهواتف الذكية والتي أصبح لها دور مباشر في إدارة العمل والتحكم في الآلات والأجهزة عن بعد والتواصل في كافة أنواع المباني المكتبية والتجارية والصحية والتعليمية والمنزلية، وما يتبع ذلك من تأثير على أساليب الحياة وإعادة تصور تصميم المباني على ضوئها .
إن هذا التطور الهائل في المنتجات التي تضمها فضاءات المدن والمباني تستدعي تقنيات وعمق في تصميمها، الأمر الذي يستدعي ظهور تخصصات جديدة ، وهذا يأخذ من التصميم المعماري جانباً من تخصصه. فهذه التخصصات تستدعي بدورها تحصيل علمي إضافي لتعميقها وإلى ممارسات تصميمية متطورة لها، وهذا سيؤدي إلى توسع مجالات التعليم والممارسة، مما يدفع إلى إيجاد تعامل جديد للتصميم المعماري مع هذه التخصصات ، وهو ما بدأ فعلاً منذ نهاية القرن العشرين والذي يتمثل في ظهور تخصص مثل إدارة المشاريع الذي لم يعد يجمع فقط بين المالك والمصمم والمقاول بل بين الكثير من الخبرات التخصصية الأخرى المشاركة داخل المشروع الواحد.
الثورة التقنية
لقد أحدثت ثورة العلوم والتقنيات في الثلاثين سنة الماضية تحولات هائلة في كافة المجالات، كما أثرت هذه التقنيات على مجال البناء ، الأمر الذي أدى بدوره إلى ضرورة تكيف التصميم المعماري معها ، فبالإضافة إلى تطور تقنيات إنشاء المباني سمحت التقنيات الجديدة بزيادة معدلات الراحة وتحسين المحيط المعيشي وتطبيق مبادئ الاستدامة والبيئة ومرونة الاستعمالات، كما أثرت التقنيات الرقمية على صناعات البناء وإدارة تنفيذ المباني وتطوير العلاقة بين الأفكار المعمارية وتصميمها وتصنيعها . ومن جانب آخر ساعدت ثورة التقنيات على زيادة التخصصات وتسهيل عمليات التنسيق بين أعمالها.
على أنه لايمكن أن نغفل الدور الاقتصادي الاجتماعي في تطور التقنيات في مجال البناء ، فالتوجه للمحافظة على البيئة مثلاً دفع إلى البحث عن ابتكارات تقنية لحل المشاكل البيئية في مجال تخطيط المدن وعمارة المباني، فتطور عزل المباني كان يمكن أن يحدث منذ أمد بعيد إلا أن الحاجة إليه لم تظهر إلا بعد الإنتباه إلى المشاكل البيئية ، وكذلك يمكن القياس على العديد من المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت وسوف تؤدي إلى ابتكارات تقنية جديدة في مجال البناء والتصميم المعماري. كما شملت الثورة التقنية مواد البناء مثل تطبيق تقنيات النانو لتغيير تكوين المواد بحيث تخدم أغراض جديدة ، وكذلك أنظمة الإنارة والأنظمة الميكانيكية (التدفئة والتكييف). و المحافظة على البيئة وتطبيق مبادئ الاستدامة العمرانية الذي نتج عنه تطوير أنظمة وقوانين وتقنيات مثل التخلص من النفايات والاقتصاد في استهلاك الطاقة وقد أدى إلى ظهور ممارسات تصميمية جديدة وتطبيقها في عدد من المباني ، فالتطوير التقني يشمل المباني التي أقيمت مؤخراً إلا أن تطبيق التقنيات لم يتطرق حتى الآن إلى المباني القديمة، وبالتالي فإن أجزاء كبيرة من المدن
لا تستفيد من هذه التقنيات الجديدة حتى الآن .
مشروعات العدد :
في هذا العدد نستعرض مجموعة من المشاريع على مستوى العالم اختيرت لكونها آخر ما صمم أو شيد من مشاريع للمكاتب المعمارية (النجوم)، ولعل ونحن هنا لمحاولة استعراض هذه المشاريع نحاول دراسة وتحليل تصاميمها للتعرف على مدى تطور طرق التصميم فيها وأن نتعرف من خلالها على العوامل المؤثرة على تصاميمها المعمارية مثل العولمة وتطور طرق التصميم أو ثورة التقنيات التي تطرقنا لها في هذا المقال .
متحف الفن والتخطيط
المصمم : COOP HIMMELB(L) AU
يظهر في هذا المشروع كيف ساعد التصميم الرقمي على إيجاد هذه الأشكال المعقدة وكيف حاول المصمم مراعاة الجوانب البيئية ، لكن كما نعلم فإن المشكلة الأساسية هي في الشكل . إن تصميم هذا المشروع يشبه إلى حد كبير مشروعات أخرى وفي بيئات ثقافية أخرى غير البيئة الصينية، بمعنى أن لدينا تصاميم ذات تشكيل واحد متكرر بينما هناك اختلافات ثقافية جغرافية كبيرة (أنظر عدد المجلة 313 حول تصميم المتاحف) .
مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي
المصمم : Snohetta
هذا المشروع الهام على المستوى الثقافي بالنسبة لمنطقة الخليج جاء بتصميم مميز ينقل عمارة المنطقة الشرقية إلى مرحلة معمارية جديدة . المشروع صممه مكتب Snohetta أحد المكاتب المعمارية (النجوم) على مستوى العالم ، وإن كان ذو شكل مميز إلا أنه سيكون من الصعب على سكان المنطقة الشرقية التعرف على هوية منطقتهم فيه .
متحف التصميم
المصمم :
الغلاف الخارجي : OMA with Allies and Morrison, Arup
التصميم الداخلي : John Pawson
تنقسم مسئولية التصميم في هذا المشروع بطريقة واضحة بين عمارة الغلاف الخارجي وبين التصميم الداخلي وبالرغم من هذا الفصل الواضح في تصميم المبنى إلا أن التنسيق بينهما كان ناجحاً، وذلك نظراً لاستخدام برامج حاسوبية تسهل من هذا التنسيق ، الأمر الذي كان من صعباً من قبل لولا وجود هذه الإمكانيات الرقمية الجديدة . من جهة أخرى فإننا نشهد هنا تطبيق مفاهيم استدامية لمشروع متحف فبدلاً من بناء متحف جديد على موقع جديد يكون في الغالب بعيداً عن وصول الزائرين إليه، تم استخدام مبنى قديم يقع في منطقة قريبة من مركز المدينة وتأهيله، وهي من إحدى استراتيجيات الاستدامة ، فبذلك يتم التوفير في التكلفة والتقليل من انبعاثات الكربون في مراحل التنفيذ، وأن يكون المتحف قريباً من زائريه.
مركز طبي تعليمي
المصمم : Diller Scofidio + Renfro, with Gensler
عمارة هذا المكتب عمارة مميزة من النواحي الفنية، وفي هذا المشروع يحاول المصمم تحسين شكل المباني الطبية . كما حاول أن يفصل بين الاستعمالات التعليمية مثل الفصول الدراسية وبين المناطق ذات التواصل بين الطلبة، واستطاع بهذا فتح هذه المناطق على الخارج وعرضها بطريقة فنية كتشكيل نحتي متميز وملفت للنظر ، وبحيث تنفتح وتربط المبنى بالفضاء العام بصرياً وتعرف المارة بوظيفة المبنى، كما راعى هذا المبنى النواحي البيئية باختيار مواد صديقة للبيئة مصنعة محلياً تقلل من كلفة البناء وتقل من أعباء نقلها . المصمم والمبنى في هذا المشروع محليان بمعنى أن هناك توافق بين الشكل والثقافة. كما يلاحظ كيفية تكيف التصميم مع التجهيزات والآلات الطبية ومرونة الفراغات.
نظام نقل عام جديد Hyperloop One
المصمم : BIG
يعرف هذا المشروع ذو التخصص الخدمي بوسائل نقل جديدة في المدن ، وكيف يمكنها أن تحل مشاكل النقل العام في المدن ، الأمر الذي يؤدي إلى إعادة النظر في عمارة مباني النقل العام بشكل خاص وتخطيط المدن بشكل عام . الموضوع خدمي ومن الصعب أن يتم تقييمه من حيث الشكل وعلاقته بالثقافة المحلية التي ربما بدأت تتآكل أو تآكلت فعلاً في مدن مثل دبي وأبوظبي، وهي مدن جديدة يراد لها أن تكون كونية وأن تنافس مدن الدول المتقدمة .
مركز متعدد الاستخدامات
المصمم : Zaha Hadid Architects
انتشرت عمارة مكتب زها حديد بشكل موسع في أنحاء مختلفة من العالم ، وهي عمارة صنعت مبانيها بصبغة تشكيلية وأسلوب تصميم موحد ، فيمكن التعرف على المباني التي صممها هذا المكتب مهما اختلفت مواقعها وجغرافيتها ، وهذا يعني أن التوجه المعماري للتصميم يغلب عليه توجه المكتب المصمم أكثر من خصوصيات المكان . تعد عمارة هذا المكتب مثالاً صارخاً لعمارة النجوم التي تسهم في نشر عمارة عالمية لاترتبط بالضرورة بالمكان الذي أقيمت فيه، ويصعب على سكان الكثير من المدن التي تقام فيها فهمها ودمجها ثقافياً داخل هذه المدن.
إضافة تعليق جديد