لطالما كان لكل مهنة دور تؤديه تجاه مجتمعها ولطالما كان دور المعماري الأكثر جدلا من بينها. فالبعض يري أن خطأ الطبيب بألف خطأ بينما خطأ المعماري قد يمر مرور الكرام ولا يظهر إلا بعد إستعمال المبنى أو حتى بعد ذلك بزمن طويل، كما أن إرتباط حياة الناس بعمل المعماري دائم لأننا نعيش معظم أوقات حياتنا بل جلها داخل فضاءات المدن والمباني التي يصممها المعماري بينما ترتبط حياة الناس بالطبيب عندما نمرض فقط ودوره محصور في العلاج اما الشفاء فهو ليس بيده. هنا تكمن أهمية دور المعماري تجاه مجتمعه، بحيث أن إدراك المعماري لدوره الذي يؤديه بأمانة تجاه مجتمعه هو من المسلمات التي لا تحتمل أي تأويل. إلا أن من موقعنا في هذه المجلة كمراقب للعمل المعماري سواء على المستوى المحلي أو الكوني نري أن هناك في منطقتنا بعض من أبناء هذه المهنة ربما قد نسوا أولم لا يعودوا يدركون أهمية دورهم في حياة الناس .
فالبعض لايري أهمية دوره في تحسين حياة الناس بل يهمه العائد المادي منه. هذا الصنف يتعامل مع عملائه بالقدر الذي يتصورونه أو يفهمونه عن مهنة العمارة وأنها لا تتعدى كونها مسألة إختيار طراز للمباني بينما يهمل الدور الأساس من عمله الذي هو تحسين حياة الناس في أماكن عملهم أو في مساكنهم أو في أي مبني أو فضاء عام يستخدمونه ويعيشون فيه، ونجاح هذه المباني في تحقيق أهداف أصحابها ومطوريها ومستعمليها والإستفادة منها، سواء كان هذا الهدف إقتصادياً أو إجتماعياً أو بيئياً. حتي أصبحنا نرى مباني على الطراز الأندلسي وأخر ى على الطراز الكلاسيكي أو الحديث أو حتى الفرعوني ، تتجاور فيما بينها، وحتى أصبحت مدننا وكأنها مواقع تصوير أفلام أمريكية أو هندية .
ما أريد أن أذكر به هؤلاء والمجتمع بشكل عام هو أن مهنة المعماري وإن كانت تتطلب تصميم مباني ذات أشكال إنسيابية و جميلة ومعبرة إلا أنها مهنة مسئولة قبل كل شيء عن تحسين حياة الإنسان وتطويع المباني والفضاءات لكي تكون قادرة على مواكبة تطور الأنسانية وتلبية إحتياجتها وإستقرارها وحماية الإنسان من مخاطر الطبيعة والمحافظة على أمنه وصحته وإحترام خصوصياته ورفع إنتاجيته والمحافظة على مكاسبه وتنمية إستثماراته وتحقيق أهدافه الإقتصادية والإجتماعية والبيئية، وتحقيق الإتاحة والوصول لكل الخدمات والمرافق لكل الفئات و الأعمار وإجراء الأبحاث والدراسات بصفة مستمرة لتطوير المباني والمدن . فأين نحن من هذا الدور الذي يهدف بالإرتقاء بالإنسان ودور معماري الطرز .
رئيس التحرير
د/هزاع سعد الشهري says
شكرا علي هذا الحديث الجيد وينم عن وعي تام بما يدور داخل المجتمع .اذا ذهبت الي اي مكتب هندسي وتطلب المساعده في تصميم موقع تصدم بالاجانب الذين يعملون في المكتب لايهمهم الاتحصيل اكبر مبلغ من المواطن ولايكترثون بالافكار الذتي ذكرتوها بل ان اكثر السعوديين من المهندسين اخر قراءه له كانت ايام الجامعه لايطور من نفسه ولايلتحق بدورات تطويريه مكاتب فرغه من الابداع والاهتمام يديرها اجانب والله المسعان شكرا علي طرحك الواعي والي الللقاء اخوك د/هزاع سعد الشهري
عبد الحافظ says
جزاكم الله خيرا يا رئيس التحرير.
c’est ça le rôle de l’architecte