في هذا العدد نحاول إستخلاص مجموعة من المعايير التصميمية الجديدة التي نتجت عن تحول جذري في النظرة إلى دور المباني والمدن في مواكبة التطور الإقتصادي والإجتماعي للسكان الذين تجذبهم المدن ويتزايد عددهم عام بعد عام في سياق تحولات كونية بيئية كبيرة . هذه المعايير تكاد تكون واحدة في كل البلدان ، ولذلك لايجب أن يغفلها القائمين على بناء المدن في منطقتنا من مصممين ومن مصنعين ونحن نؤكد على هاتين الفئتين لأن الفئة الأولى مسئولة عن إيجاد الحلول التصميمية أما الفئة الثانية فهي مسئولة عن إيجاد الحلول البنائية . وإذا سلمنا بأن المصممين قادرون على تطبيق هذه المعايير متى طلب منهم ذلك ( وبمشيئة الله لا يفاجئونا بغير ذلك )، فإننا غير متأكدين من أن المصنعيين قادرون على سرعة تلبية هذه المعايير نقول ذلك ونحن مدركون لأهمية دور هؤلاء في تطوير البناء . فالمعايير الجديدة ظهرت في الحقبة الأخيرة على مستوى العالم وكانت المكاتب العالمية تتعامل بها في منطقتنا ولكن من خبرتنا كانت هذه المكاتب تلجأ إلى شركات خارجية لتلبيتها . ومن المسلم به أن إستيراد الأنظمة والمواد من الخارج يكلف الكثير ومن الصعب أن تقدر عليها ميزانيات المشاريع ذات الطابع المحلى التي تعتمد على السوق المحلي كلياً. اليوم ونحن نأمل أن يكون المصنعين المحليين قد تحولوا إلى تلبية هذه المعايير الجديدة خاصة وفي إطار التحولات الإقتصادية التي تمر بها المنطقة ، نؤكد على أن هذه المعايير أصبحت ضرورية لكل المشاريع الكبيرة والمحلية على حد سواء . ومن هنا نرى اليوم أن في قطاع البناء فرص كثيرة للإستثمار فيه لتلبية إحتياجات البناء الجديدة القائمة على الدور الجديد المرتقب للمباني في الحقبة القادمة . فالمعايير الجديدة تتطلب مثلاً إعادة النظر في تصميم الغلاف الخارجي للمباني إلا أننا لم نرى حتى اليوم أي مقترح بنائي جديد محلي فى هذا الصدد سواء كان على هيئة نظام أو مواد جديدة .
رئيس التحرير
إضافة تعليق جديد