The Architectural Language and The Design of Cultural Buildings
إعداد : م . إبراهيم أبالخيل
لقد دأبت المجلة على تقديم التصميم المعماري بواسطة نوع من أنواع إستعملات المباني مثل المتاحف أو الجامعات أو المستشفيات وترى المجلة اليوم أنها يجب أن تنتقل من هذا الأسلوب في الطرح إلى أساليب جديدة . في هذا العدد نحاول أن نضيف إلى الطرح عنصر جديد يثري العملية التصميمية للمباني وأن نزاوج بين نظريات التصميم وطرق التصميم ، فالنظريات هي خارطة الطريق التي توجه المصمم إلى أقرب وأسهل و أسرع الطرق لتحقيق التصميم الناجح للمبنى وبدونها يضل المصمم طريقه وتسلسل أفكاره التي تعتمد على تحقيق ما يعرف بالفكرة المعمارية للمبنى ، وهي نقطة أو محطة انطلاق قطار العملية التصميمية التي تتكون من مراحل متعددة أو محطات . لتحقيق الفكرة المعمارية يجب أن يلتزم المصمم بالقواعد والنظريات الأساسية للتصميم المعماري ، ولعل السؤال الأول الذي يبدء به المصمم هو: كيف يمكن أن يحمل المبنى رسالة ما إلى مستعمليه أو لسكان المدينة، وإن كان ذلك ممكناً فبأي لغة سوف يخاطب بها المصمم هؤلاء، فمثلاً هل يمكن أن تحمل مظلة موقف دراجات رسالة أو معنى أو فكرة معمارية كما هو الحال بالنسبة إلى مبنى جامع كبير ، ولعل هذا هو دور التصميم المعماري الذي يجب أن يكون قادراً على أن يحمل لغة معمارية – كون التصميم المعماري يهدف إلى تقديم مبنى فني جميل – إلى حد أن يؤثر وجوده وإستعماله على مشاعرهم . الحقيقة هي أن كل مبنى يمكن أن يؤثر على مشاعرنا بطريقة أو أخرى ، ولكن يمكن أن يكون المعنى مختلف حسب تصور كل فرد أو مجتمع . ويمكن هنا مقارنة اللغة المعمارية بلغة المخاطبة ، فكل مجتمع إنساني له لغة تحمل مصطلحات ورموز كالأمثلة العامية التي تحمل معاني لا يفهمها إلا هذا المجتمع . وكذلك هي اللغة المعمارية للمبنى يجب أن تكون مصطلحاتها ورموزها تحمل معنى مقصود من المصمم ومفهوم من المجتمع .إلا أن تحقيق اللغة المعمارية لأي مشروع أمر معقد لأن إنتاج العمل المعماري يمر بمراحل عدة بدء من التصميم ومنتهية بالبناء وحتى ما بعد البناء، كما يشارك في التصميم عدد كبير من المتخصصين ، بالإضافة إلى ذلك فإن اللغة المعمارية يمكن أن تحمل معاني متعددة ( تاريخية أو تقنية أو بيئية أو رمزية الخ …) في هذا العدد إخترنا أن نجمع بين مفهوم اللغة المعمارية وتطبيقها على أحد إستعمالات المباني وهي المباني الثقافية كونها مباني تحتاج إلى لغة معمارية غنية ذات معاني تؤثر بشكل مباشر على مشاعر المستعملين كونها تعبر عن أحد مظاهر ومستوى رقي المجتمع .
مراحل التصميم الرئيسة :
التصميم المعماري يمر بثلاثة مراحل يمكن أن تتحقق من خلالها اللغة المعمارية للمبنى ؛ البحث والتحليل ، إيجادالفكرة المعمارية ، التعبير عن الفكرة .
البحث والتحليل :
في هذه المرحلة يقوم المصمم أولاً بجمع ودراسة كل المعلومات الخاصة بالمشروع بدء من معطيات المشروع مثل وظيفة المبنى ومكوناته وخصائص الموقع وسياقه الثقافي والإجتماعي والإقتصادي والتقني ثم يقوم ثانياً بترجمتها و تلخيصها إلى أهداف وحلول سوف تساعده على أيجاد الفكرة المعمارية ، وهنا يعتمد المصمم على تجاربه وموهبته وقدراته لإختيار الأهداف الصحيحة وتحديد المشكلات التي سوف تواجه التصميم وحلولها .
الفكرة المعمارية :
التصميم المعماري لأي مبنى يمر بمراحل تطوير ويحتاج المعماري إلى أن يحدد مفهوم أو منطلق تنطلق منه مراحل تطوير تصميم المبنى . يحمل هذا المفهوم أهداف التصميم المعماري والحلول التي حددها المعماري لكي تكون هي محور التصميم كما يحدد الإتجاه الذي سيؤدي إلى التصميم المختار. الفكرة المعمارية ليست نص أو تعليمات إنما هي شكل رسم ( سكتش ) أو مجسم أولي رمزي يعبر عن هذه الفكرة التي ستحدد مسار مراحل التصميم فيما بعد بحيث يبقى التصميم محافظاً عليها حتى إكتماله ، ولكي لا يكون ذلك شاقاً على المصمم يجب أن تحمل الفكرة شيء من المرونة بحيث تساعد على سهولة تطوير رسومات المبنى من مساقط وقطاعات وواجهات ومواصفات إلخ …
التعبير :
كيف يمكن التعبير عن الفكرة المعمارية ، ما هي الطرق والأدوات التي يعبر بها المعماري عن الفكرة المعمارية . تتنوع هذه الطرق والأدوات حسب طريقة تعبير كل مصمم فمنهم مايزال يستخدم الطرق التقليدية مثل الرسم على الورق الشفاف ومنهم من يستخدم المجسمات والأن أصبح الكثير من المصممين يتوجهون إلى إستخدام الرسم بالكمبيوتر . كل طريقة لها هدف فقد يكتفي المصمم بالتعبير بوسطة الرسم على الورق الشفاف وربما رسم عدة رسومات ووضعها فوق بعضها للتعبير عن تحقيق المتطلبات وترابطها مثل فصل الإستعمالات في شفاف ومسار الحركة في شفاف آخر ووضعهما فوق بعضهما لإظهار الفكرة . كما توضح المجسمات الشكل الأولي الثلاثي الأبعاد للفكرة التي توضح الأحجام بالإضافة إلى الأبعاد وعلاقة المكونات فيما بينها . أما الرسم بالكمبيوتر فهو يوضح كل ما يمكن أن يوضحه الرسم على الورق الشفاف والمجسمات بالإضافة إلى كل التفاصيل التي يصعب على الطرق الآخرى إيضاحها .
اللغة المعمارية :
في اللغة المعمارية للتصميم المعماري لا توجد أحرف كما هو الحال بالنسبة للغة المخاطبة ، ولكن توجد مصادر يستقي منها المعماري مكونات الفكرة المعمارية، فبالإضافة إلى مراحل التصميم التي تمر بها الفكرة المعمارية فإن المصمم يجب أن يعتمد على عدد ٢٢ من العناصر أو المجالات التي يستقي من خلالها الفكرة المعمارية وإتجاه التصميم والتصميم النهائي وهي ما يمكن أن نطلق عليها اللغة المعمارية للتصميم المعماري، وهي التي قام كل من( أندريا سميتش ) و (فال وارك ) بإقتراحها وشرحها في كتابهما « اللغة المعمارية » ، وهي موزعة على ٦ أقسام حسب طبيعتها على النحو التالي :
١ – الفكرة المعمارية من خلال المعطيات :
وتتكون المعطيات من :
– البرنامج : ويجمع كل المعطيات الأساسية للمشروع من أهداف ووظائف ومكونات و التنظيمات و العلاقات بينها ومساحتها ومقايسها والإستعمالات الداخلية لكل مكون والميزانية المرصودة للإنشاء والمعايير التصميمية والإنشائية المختلفة – على أن برنامج المشروع أصبح أكثر تعقيداً عما كان عليه في السابق خاصة منذ أن أضيفت إليه معايير الإستدامة مما إستدعى ظهور تخصصات جديدة تتولى إعداد البرنامج خاصة في المشروعات الكبيرة . البرنامج يمكن أن يكون مصدر إلهام للفكرة المعمارية التي يمكن أن تأتي معبرة عن طبيعة وظيفة المبنى أو إستعمالاته أو إنشاؤه .
– السياق : الفكرة المعمارية لا تتحقق بمعزل عن ما يدورحولها فهي دائما ما تنتج داخل سياق محدد يتكون من سياقات متعددة إقتصادية وتاريخية وإجتماعية وثقافية ومناخية ومكانية وزمنية وتقنية.
– البيئة : الفكرة المعمارية يمكن أن تكون أداة للتفاعل والمحافظة على البيئة وتحقيق المعايير البيئية للمنطقة التي يقع فيها المشروع . تصميم المباني يمكن أن يهدف بشكل أساس على أن تتمحور الفكرة المعمارية على تحقيق الحماية من الأجواء الحارة أو الباردة و وتوظيف العناصر المعمارية للتقليل من إستهلاك الطاقة من حمايات خارجية وتوجيه وتهوية طبيعية قبل اللجوء إلى إستعمال العوازل الصناعية ووسائل التكييف والتدفئة الميكانيكية .
2 – الفكرة المعمارية من خلال عناصر البناء :
وتتكون عناصر البناء من :
– كتلة المبنى : يمكن أن يكون تحقيق الفكرة المعمارية قائم على التصميم بواسطة نحت كتلة المبنى لكي تؤدي في النهاية للحل التصميمي للمشروع.
– الهيكل الإنشائي : الفكرة المعمارية يمكن أن تتحقق بواسطة الهيكل الإنشائي للمشروع فيمكن توظيف عناصر الإنشاء بحيث تصبح عناصر تصميم إنشائية وتعبيرية في نفس الوقت.
– الأسطح الخارجية للمبنى ( الواجهات ) : تمثل الواجهات والأسطح الخارجية مجالاً واسعاً للتعبير عن الفكرة المعمارية كونها العنصر المعماري الخارجي الأكثر تأثيراً وظهوراً للمباني .
– مواد البناء : إن لمواد البناء الطبيعية والصناعية خصائص من تكوين داخلي ومظهر خارجي يجعلها قادرة على أن تحمل رسائل تعبيرية متعددة حسب نوعية هذه الخصائص : فخفة الوزن ، اللون ، الملمس ، الصلابة كلها خصائص مواد بناء يمكن أن يختارمن بينها المصمم لتحمل رسائل تعبيرية ضمن التصميم .
3 – الفكرة المعمارية من خلال الإعتبارات التصميمية العامة :
وتتكون هذه الإعتبارات من :
– الفراغ أو الفضاء: الفكرة المعمارية يمكن أن تكون قائمة على تصميم الفضاءات بحيث تظهر أوسع او أكبر أو حتى أصغر مما هي عليه في الواقع ، من خلال الخداع البصري أو تكرار عناصر معمارية (صفوف أعمدة ) أو تكرار أشكال هندسية ( أرضيات أو حوائط مزخرفة ) للتعبير عن حجم الفضاء أو الفراغ .
– المقياس : الفكرة المعمارية يمكن أن تهدف إلى التعبير عن مقياس المبنى ولكن المقياس لا يمكن أن يتحقق دون علاقة بشيء آخر له مقياس معروف سلفاً وهكذا أشكال وأحجام المباني يتم تحديدها بإيجاد علاقة بينها وبين عناصر معمارية معروفة المقياس مثل النافذة أو الباب لأن هذه العناصر يتم تحديد مقياسها بالإعتماد على مقياس جسم الإنسان ، وبالتالي يمكن للمشاهد معرفة قياس المبنى . كما يمكن للمصمم تكبير أو تصغير لتحقيق خداع بصري يهدف إلى زيادة أهمية المبنى كمعلم أو تقليلها ليتناسب المبنى مع مقياس مستعمليه كما في مباني روضات الأطفال مثلاً. كما يعتمد مقياس المبنى على علاقته بمقياس ما يجاوره من مباني .
– الإضاءة : الفكرة المعمارية يمكن أن تعتمد على ما يمكن أن تحققه الإضاءة الطبيعية أو الإنارة الصناعية الساقطة على المبنى في الخارج أو الداخل فيقوم التصميم على التعامل مع الضوء والظلال كأداة تصميم رئيسة للخطوط والمساحات و الأسطح والفراغات .
– الحركة : الفكرة المعمارية يمكن أن تعتمد على حركتنا فالمباني ثابتة لا تتحرك ولكن حركتنا خارجها أو عبرها تلعب دوراً في تأثير تصميم هذه المباني علينا . فالمرور بجانب المبنى أو الدخول إليه أو الخروج منه أو عبوره أو الصعود أو النزول منه يمكن أن يعتمد عليها المصمم فيستخدم عناصر المبنى من فتحات وقواطع لتوجيه الحركة داخله .
4 – الفكرة المعمارية من خلال آليات التصميم :
وتتكون هذه الآليات من :
– الحوار المعماري : الفكرة المعمارية يمكن أن تعتمد على تحقيق حوار بين المبنى ومستعمليه أو مشاهديه من خلال توظيف العناصر والتفاصيل المعمارية المختلفة أو التفاعل مع المباني المجاورة أو مكونات المدينة من أنهار و حدائق أو من خلال زخرفة المباني . بحيث يؤدي ذلك إلى إرسال رسائل معينة للمشاهدين والمستعملين.
– الرمزية المعمارية : الفكرة المعمارية يمكن أن تهدف إلى البحث عن أشكال تعبر عن وظيفة المبنى أو أهميته أو إنتمائه كالكناية أو المجاز أو التشبيه في اللغة .
المفاجئة المعمارية : المفاجئة المعمارية هي فكرة معمارية تهدف إلى إثارة فكر المستعملين للتعجب أو السخرية ، كأن يكون مظهر المبنى لا يعبر عن ما وظيفته مباشرة، كخزان مياه تكون واجهاته الخارجية مصممة على شكل قصر مثلاً .
– قدرات التصميم في التحويل والمرونة والتغيير :
قد يتطلب المبنى إلى أن يكون ذو مرونة تسمح بالتغيير أو التعديل في توزيعه الداخلي لتحقيق متطلبات وإستعمالات متنوعة الأمر الذي يستدعي إلى أن تكون عناصره تقبل بتحريكها من موقع إلى آخر مثل القواطع الداخلية وكاسرات الشمس الخارجية التي يمكن أن تغيير من شكل المبنى بطريقة ملموسة .
5 – الفكرة المعمارية من خلال الآليات التنظيمية للتصميم:
وتتكون هذه الآليات من :
– أنظمة الشبكات التحتية والتمديدات : قد يلجأ المصمم إلى التفاعل مع شبكات التمديدات المختلفة وإظهارها بدل من إخفائها لكي تعبر عن درجة تقنية المبنى أو لكي يسهل صيانتها أو للإقتصاد في التكاليف ، أو وضع تصاميم جديدة لها لكي تصبح عناصر زخرفية وهكذا تصبح هذه التمديدات عنصر معماري يدخل ويؤثر على التشكيل النهائي للمبنى . كما يمكن أن تتفاعل الفكرة المعمارية للمباني مع محاور وطرق وممرات مشاة وشبكات النقل في المدينة لكي تعزز إرتباطها بها أو لكي تجذب المارة أو مستعملي هذه الشبكات إليها.
– التنظيم بواسطة عناصر معمارية : أسطح المباني
( الواجهات ) أو الساحات أو الأفنية أو حتى الحوائط يمكن أن تشكل عناصر أساسية يعتمد عليها لتنظيم فعاليات أو وظائف المبنى من حولها .
– وسائل التشكيل والتجميع والترتيب للمكونات والعناصر والكتل المعمارية : تعتبر هذه الوسائل ضرورية للتعبير عن وطيفة المبنى أو رمز إلى معنى ومن هذه الوسائل ترتيب كتل المبنى من خلال تكرار كتل ذات شكل موحد أو تسلسلها حسب أحجامها أو أهميتها أو علاقتها أو تجميعها في مجموعات متعددة للتعبير عن الفروقات بينها في الإستعمال أو المعنى .
– شبكات التصميم : هي شبكات متخيلة للمساقط أو الأسطح وتهدف إلى التنظيم الدقيق والمتساوي أو النمطى للعناصر المعمارية أو الإنشائية . هذه الشبكات يمكن أن تكون متعامدة أو حلقية أو ثلاثية الأبعاد.
– علوم الرسم الهندسي : مع إستخدام الرسم الهندسي بالكمبيوتر أصبحت الهندسة الفراغية أداة سهلة لتصور الأشكال والأحجام والكتل الهندسية وتقاطعها فيما بينها الأمر الذي ساعد على الإعتماد على منتجات هذا الفرع من الهندسة لتحقيق الفكرة المعمارية بواسطتها مهما كان تعقيد المنتج.
6 – الفكرة المعمارية من خلال التنقيات والأنظمة الإنشائية:
وتتكون هذه التقنيات و الأنظمة من :
– طرق إنشاء المباني : وتعتبر جزء من المعطيات التي يأخذبها عند إعداد برنامج المشروع ويجب أن تؤخذ في الحسبان عند تحديد الفكرة المعمارية فالبناء لا يتم في فراغ بل من خلال السياق المحلي للطرق البناء وعلوم الإنشاء.
– التصنيع المسبق : الفكرة المعمارية يمكن أن تبدء من ضرورة الإعتماد على التصنيع المسبق لأسباب متعددة كالحاجة إلى سرعة تركيب البناء تفكيكه في الموقع وفي هذه الحالة تترتب على المصمم إختيار وتحقيق الفكرة المعمارية في إطار الإمكانيات المتاحة للبناء بواسطة التصنيع المسبق وتكون عناصره وطرقه هي الأدوات التي يستخدمها لتحقيقها .
ماقمنا به حتى الآن هو التعرف على ما يمكن أن نسميه اللغة المعمارية للتصميم المعماري ، ولكن اللغة تهدف إلى القراءة مما يدفعنا هنا إلى أن نستفيد من هذه اللغة ونستعملها كأداة يمكن أن نفهم أو نقراء أو نحلل بواسطتها الأفكار المعمارية التي يتبناها التصميم المعماري للمشاريع. وهذا ما سوف نحاول أن نطبقه هنا على المشاريع التي نستعرضها في هذا العدد من خلال الإستعانة بالعناصر والمجالات التي ذكرناها في هذا المقال.
إستخدام اللغة المعمارية في قراءة المشاريع الثقافية التي يستعرضها العدد :.
لقد قمنا بإختيار مشاريع ذات إستعمالات ثقافية وهذا النوع من المشاريع ربما يكون الأكثر حاجة إلى إستعمال عناصر لغوية معمارية متعددة من حيث البرنامج والسياق والواجهات والمواد والرمزية وعلوم الهندسة الخ …
– المشروع الأول : سوف نلاحظ ان في مشروع مركز التسوق الثقافي في فوزو – تايوان ،من تصميم مكتب PES-Architects، إستخدم المصمم عدد من عناصر اللغة المعمارية على النحو التالي :
البرنامج :تأثرت الفكرة المعمارية للمركز بالبرنامج المساحي الكبير مما أدى إلى تجزئة المركز إلى عدد من المباني بدلا من مبنى واحد يكون ذو حجم طاغي كبير .
الشبكات : الارتباط بشبكات النقل والطرق والممرات المائية بهدف ربط السكان بالثقافة .
الحوار مع المدينة :ربط المباني بسوق تجاري بهدف التفاعل مع المدينة وإيجاد حوار بينها.
الرمزية المعمارية : إستخدام أشكال وألوان مستوحاة من زهرة الياسمين في تصميم الفتحات والواجهات الكتل المكونة للمشروع .
التعبير بواسطة خصائص مواد البناء: إستخدام مادة السيراميك في بناء المركز الثقافي كتعبير عن النشاط الإقتصادية وتاريخ المدينة .
– المشروع الثاني : في مشروع قاعة موسيقى في روسيا لمكتب Zaha Hadid Architects إستخدم المصمم اللغة المعمارية على النحو التالى :
الرمزية المعمارية : للتعبير عن الموسيقى إستلهمت الفكرة المعمارية من الشكل الذى يعبر به عن الموجات الصوتية للموسيقى طرق إنشاء المباني : تم توظيف الهيكل الإنشائي وعلقت القاعات الموسيقية في الهيكل من أعلى لتحقيق بهو كبير مفتوح على الخارج من تحتها .
قدرات التصميم في تحقيق المرونة : يسمح البهو الكبير
بمرونة عالية لممارسة نشاطات متعددة .
الحوار والتفاعل مع المارة و المباني والمدينة : غلف المشروع بواجهات زجاجية تسمح بمشاهدة ما بداخل البهو والقاعات بهدف التفاعل مع المحيط وجذب المارة للدخول . كما تساعد الوجهات الزجاجية على الإنفتاح على الحديقة المجاورة للقاعة.
– المشروع الثالث : وهو مركز للفنون الإستعراضية في تايوان لمكتب : Mecanoo Architecten ويستخدم المصمم عناصر اللغة المعمارية على النحو التالي :
السياق : تحترم الفكرة المعمارية السياق الإجتماعية من وأسلوب الحياة الترفيهية للسكان من خلال توفير فضاءات عامة واسعة داخل المركز لممارسة أنشطتهم الترفيهية .
البيئة : تراعي الفكرة المعمارية البيئة الخاصة بالمنطقة التي يقع فيها المركز و تحاول أن تستفيد منها من خلال التهوية الطبيعية حيث فتح المبنى تماما من كل الجهات مع توجيه واجهته الرئيسة لإستقبال الرياح القادمة من المحيط والسماح للسكان من ممارسة أنشطتهم في فضاءات مفتوحة على الهواء الطلق و تحت سقف يحميهم من الأمطار .
الرمزية المعمارية : الفكرة المعمارية لمركز للفنون الإستعراضية تعبر عن وظيفته وهويته كون السكان يلتقون ويمارسون الرقصات التقليدية في حدائق من أشجار البانيان التى تتلاقى فروعها لتشكل عرائش طبيعية من خلال التصميم الذي يتكون من سقف مموج ينخفض ليلامس الأرض وليصنع فضاءت تشبه فضاءات غابات أشجار البانيان المنتشرة في منطقة المشروع .
طرق الإنشاء : إختار المصمم طرق إنشاء غير تقليدية فلجأ إلى طرق إنشاء السفن التي تستخدم مواد مثل الألومنيوم والحديد ، نتيجة لطبيعة المناخ ولشكل المركز ذو الأسطح المموجة والمائلة .
– المشروع الرابع : يستخدم مكتب Kengo Kuma في مشروع متحف فنون التصميم في اسكوتلندا الغة المعمارية على النحو التالي :
السياق : تأثرت الفكرة المعمارية بشكل كبير بالسياق الطبيعي من تضاريس وبحار .
الكتلة : لكي تحقق الفكرة المعمارية الطبيعة الجبلية قام المصمم بالتعامل مع الكتلة الخارجية للمتحف وكأنها قطعة فنية نحتت من الصخر من خلال شكل أسطح الواجهات المائلة.
الرمزية المعمارية : جاء الشكل ليحاكي الطبيعة من حوله حيث غطيت الواجهات بطبقات من الألواح الخرسانية التي تشبه الطبقات الصخرية الرسوبية للجبال .
الحوار بين المتحف والطبيعة : يحقق شكل المتحف وموقعه حوار بين البحر واليابسة من خلال الشكل الذي إستلهم من الطبيعة الجبلية من جهة ومن شكل السفن الراسية على البر من جهة أخرى .
– المشروع الخامس : وهو مبنى متحفي من تصميم مكتب JKMM Architects ويحقق لغته المعمارية بواسطة العناصر التالية :
البرنامج : نظراً للمعطيات التاريخية للساحة التي خصصت لبناء المتحف جاءت الفكرة المعمارية لتصميم المتحف تحت مستوى الأرض للمحافظة على الساحة والمباني من حولها .
الحوار مع المارة : صمم المتحف تحت المستوى الأرضي الأمر الذي أدى إلى تصميم فتحات الإضاءة العلوية كعلامات وكأشكال ظاهرة فوق الساحة التي تعلو المتحف لكي تعرف به . كما توفر الأشكال جو من المرح في الساحة جاذبة بذلك المارة إلى التعرف على المتحف .
طرق الإنشاء : صمم سقف المتحف الذي تقع فوقه الساحة على شكل قبو إنشائي ذو تحديب بسيط يسمح بعبور الساحة بسهولة وفي نفس الوقت يحرر صالات المتحف من تحته من الأعمدة الإنشائية التي قد تعيق مرونة الفراغات الداخلية للمتحف.
وأخيراً من الضروي جداً أن ندرك أن عناصر اللغة المعمارية المذكورة في هذا المقال وطريقة قراءتنا للمشاريع هي عملية نظرية بحتة تهدف إلى ترتيب الفكر والبحث أثناء عملية التصميم . وقد يتوصل القراء الأعزاء لعناصر لغوية معمارية أخرى أو جديدة وقد يتناول المصممين إنتاج الفكرة المعمارية بترتيب وبمنهجية مختلفة عن المنهجية التي إتبعناها في هذا المقال .
إضافة تعليق جديد