New Direction in Houses Design
مع التجارب المتلاحقة يتطور تصميم المسكن يوماً بعد يوم ، فالمسكن المعاصر ما هو إلا حصيلة تجارب متراكمة لأجيال من المصممين والسكان . والمسكن الفردي كأحد انواع المساكن هو نموذج سكني فريد يتمتع بمميزات تجعله دائماً في مقدمة هذا التطور نتيجة لما يحظي به من إهتمام سواءعلي مستوي أصحابه او مصممه . فعندما يقوم المعماري بتصميمه فهو يصمم لمستعمل يعرفه سلفاً بل ولهذا المستعمل رغبات محددة تختلف من ساكن إلى آخر يجب ان يحققها المصمم .، ولذلك يكون للتصميم في هذه الحالة أهداف دقيقة واضحة توجه المصمم بطريقة مباشرة إلى الأفكار المعمارية للتصميم ولذلك فإن المعماريين المبدعين لا يتم إكتشافهم إلا من خلال تصميم المساكن الفردية ( الفله ) ، فهي تسمح للمبدع ان يقدم فنه المعماري بطريقة مباشرة وواضحة . كما ان معظم التوجهات المعمارية الحديثة عادة ما تظهر عبر عمارة المساكن الفردية اولاً ثم يتم تطبيقهاعلى باقي المباني .
في هذا العدد نستعرض عدد من تصاميم المساكن الفردية ذات التنوع في الإتجهات والمتطلبات فهي تتراوح ما بين المساكن الفارهة إلى المساكن الإجتماعية ذات الميزانيات المحدودة . ومع ذلك فإن هذا الفرق في المستوي لا يغير شيء من مستوي التصميم بين الفاره والإجتماعي ، فيبدو ان العمارة اليوم أصبحت قادرة على تقديم تصاميم مبدعة ومتنوعة وإقتصادية في نفس الوقت . من جهة أخرى تعددت التوجهات المعمارية اليوم وأصبحت تتعايش فيما بينها ، فلم يعدهناك ذلك التجانس في عمارة الأحياء السكنية ذات المساكن الفردية التي كانت في الماضي ذات طابع وتشكيل موحد، بحيث أصبحت أحياء المدن الحديثة تختلط فيها إتجاهات معمارية فنية متنوعة تتجاور فيما بينها، وأصبح هذا الإختلاف إيجابياً فهو يعبر عن الرغبات الخاصة لكل ساكن ، ولكنه يشكل للمصممين عباءً حيث انه مع هذه الحرية في الإختلاف هناك ضرورة لأن تندمج هذه الإختلافات وأن تراعي بعضها البعض. ومن تعدد الإتجاهات إلى تعدد التقنيات ، فالأكثير منها جاء في الغالب ليحل مشكلة او يحقق هدفاً من أهداف المسكن الفردي.
في وقتنا هذا تشهد ساحة البناءتطورات كبيرة في مجال تقنيات البناء وربما يكون من أحدثها وأهمها هو البناء بواسطة تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد التي تساعد على سرعة تنفيذ المساكن الفردية بشكل خاص. .
المشروعات التي يستعرضها العدد :
المشروع الأول الذي نستعرضه هو مسكن كبير في حي عبدالسالم في الكويت من تصميم مكتب AGI Architects . حيث عمدالمصمم إلى تحقيق رغبة المالك من حيث تميز المسكن في محيطه وتحقيق درجة عالية من الخصوصية بالإنفتاح على الداخل فالمسكن يبدو كصخرة كبيرة في وسط الحي الذي يقع فيه ويتميز عن المساكن المحيطة به ذات الطابع التقليدي للمساكن المعاصرة ، وتبدو حوائطه الخارجي ذات الطابع النحتي وكأنها اوراق قد تم طيها في عدة إتجاهات ذات أسطح مثلثة الشكل ذات درجات ميل مختلفة .من الداخل تلتف مكونات المسكن حول فناء وسطي بشكل حر أما مكونات المسكن من الداخل فهي عبارة عن فراغات متصلة بين بعضها البعض لتحقق سيولة فضائية بين المكونات يمكن ان يتنقل فيها السكان بدون إنقطاع دون الشعور بالإنتقال من غرفة إلى أخري. ولذلك ترتبط الفراغات فيما بينها بمسارات متعددة تقلل من الحاجة إلى ممرات توزيع داخلية . تتسم الفراغات الداخلية بإتباع نفس القسيمات والطيات في الأسقف . كما يحقق التصميم درجة عالية من الخصوصية حيث تفتح معظم فراغاته على الفناء الوسطي.
المشروع الثاني هو مسكن في منطقة شبه ريفية في الأرجنتين من تصميم مكتب Luciano Kruk . يحاول المصمم ان يحقق رغبات المالك التي تمثلت في مسكن ذو شكل خارجي مبسط وتوزيع داخلي غير معقد.
جاء التصميم على شكل صندوق مستطيل من الخرسانة بحيث يبدو كأنه يطفو على سطح الأرض . الصندوق مفتوح من الجهتين المتقابلتين الشمالية والجنوبية ليسمح للمسكن وسكانه بالإندماج مع الطبيعة الخضراء المحيطة كما يسمح بالتهوية الطبيعية لكافة أجزائه . لكي يبدو المسكن كصندوق عمد المصمم إلى جعل حوائطه وسقفه وقاعدته ذات سماكة واحدة وأمكن ذلك من خلال عمل كمرات مقلوبة في السقف وظاهرة فوق سطح المسكن .يمثل هذا المسكن نمذجاً للمساكن المفتوحة على ما حولها ويذكرنا بمسكن فارنسورث الذي صممه المعماري ميس فاندروه في عام ١٩٥١ وهو يمثل النموذج الإول لهذا النوع من المساكن ذات التصميم المبسط المفتوح على ما حوله .
المشروع الثالث هو مجمع سكني يضم ٦ مساكن فردية في سكرمنتو ، كاليفورنيا وهو من تصميم مكتب Johnsen Schmaling Achitects . تعتمد الفكرة المعمارية على تصميم وحدات سكنية مكونة من دورين تحقق الخصوصية والمرونة وسيولة فراغاتها الداخلية لسكانها . ولتحقيق ذلك قام المصمم بتقسيم الوحدات إلى كتلتين تبدو من الخارج متداخلتين بين بعضهما البعض الكتلة الصغيرة تمثل جزء من الدور الأرضي وهي فاتحة اللون اما الكتلة الثانية فتمثل الدور الأول وهي داكنه اللون .
مايميز المشروع هو الواجهة الجنوبية التي تميزت بكاسرات شمس ملونة تحقق الخصوصية للدور الأول .
المشروع الرابع هو مشروع لم يعلن عن موقعه بعد ولكنه مشروع سكني إجتماعي إقتصادي يضم أكثر من ستمائة مسكن سوف تبني بواسطة تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد لتنفيذها بسرعة فائقة ( ٢٤ ساعة للوحدة ) وبأقل تكلفة . المصمم هو مكتب Yves Bihar and Fuseprojects Team إذا كان الهدف الشائع في إستخدام تقنية البناء بالطباعة الثلاثية الأبعاد هي سرعة التنفيذ وخفض التكلفة فإن هذا المشروع يحاول ان يحقق كذلك إهداف تصميمية وإجتماعية رئيسة تكمن في إشراك السكان في التصميم في كل مراحله تخطيط الموقع و تصميم الوحدة السكنية من خلال الإستماع إلى أراء السكان وتحقيق رغباتهم بطريقة مباشرة . وهومفهوم جديد لتصميم المشاريع السكنية الحديثة يحاول ان يتلافي أخطاء الماضي حيث كانت المساكن الإجتماعية تصمم بدون الرجوع إى رغبات السكان .، الأمر الذي كان يؤدي فى أغلب الأحيان إلى فشل هذه المشروعات في تحقيق الإستقرار والراحة لسكانها . ففي هذا المشروع لاحظ المصمم رغبة السكان في ممارسة جزء من أنشطتهم اليومية في الهواء الطلق الأمر الذي ساعد على تقليل مساحة المباني والتكلفة وفي نفس الوقت تحقيق مساكن ملائمة لسكانها .
المشروع الخامس هو مجمع سكني مكون ثلاث مساكن لثلاث أسر قامت بتصميم المشروع وتنفيذه بالمشاركة فيما بينها مع إتباع سمات تصميمية عامة موحدة مثل الفتحات مع تنويع الطلاء اوالتغطيات الخارجية لإعطاء كل مسكن إستقلاليته البصرية غطيت الواجهة الرئيسة من الخارج بعريشة معدنية تحقق الإرتباط بين المساكن الثلاثة بصرياً وتسمح لهم بالمشاركة في إستعمالها .
إضافة تعليق جديد