Housing Prefabrication Building Systems
إعداد : م . إبراهيم أبا الخيل
Construction and design Manual Prefabricated Housing – Philipp Meuser©
راودت المعماريون فكرة التصنيع المسبق للمباني (Prefabrication) مع بداية الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر الميلادي ، نظرًا لما حققته الصناعة في مجالات أخرى مثل صناعة السيارات والتي استطاعت أن تنتج سيارات بأكبر عدد ممكن ، وفي أقل مدة ، وبنوعية عالية ، وبأقل تكلفة من صناعة سيارة واحدة بالطرق التقليدية .
ويرجع استخدام أنظمة تصنيع المباني إلى القرن التاسع عشر الميلادي . لكن يمكن اعتبار أن الإهتمام بفكرة تصنيع المساكن جاءت في بداية القرن العشرين مع عصر ما يعرف بحركة الحداثة ، عندما كان الهدف هو تطبيق مباديء وطرق التصنيع الحديثة على كل المنتجات بما في ذلك المباني والتي كان هدفها الأول هو التصنيع الكمي المتكرر للمنتجات ، لإختصار مدة التنفيذ وتحقيق أكبر قدر من المنتجات وتقليل تكلفتها .
وقد يرجع إلى المعماري الألماني المعروف ولتر جروبيوس طرح فكرة تصنيع المباني كما تصنع السيارات لأحد أكبر الشركات الصناعية الألمانية والتي مازالت قائمة حتى اليوم، وهي شركة AEG ، وكان ذلك في عام ١٩١٠م . حيث كان كبار المعماريين أمثال جروبيوس ولو كوربزيه يرون كيف تضاعفت أسعار بناء المساكن في الولايات المتحدة بينما انخفضت أسعار السيارات نتيجة لطرق التصنيع المتكرر التى تبناها هنري فورد في تصنيع السيارات .
في البداية كانت أنظمة تصنيع المبانى أو المساكن تهدف إلى :
– إنتاج المساكن بكميات كبيرة.
– تطبيق تقنيات ومواد جديدة تهدف إلى الاستغلال الأمثل والأقصى للمساحات، مع الاقتصاد في كميات مواد البناء.
– ابتكار طرق بناء فعالة ذات كفاءة ومنطقية في مواقع الإنشاء تعتمد على التجميع الجاف .
– ابتكار تصاميم منطقية .
– التشجيع وإيجاد الصيغ المناسبة للاستثمار البعيد المدى في المشروعات السكنية .
إلا أن المشروعات السكنية التي كانت تستخدم أنظمة التصنيع المسبق كانت تهدف إلى استعمال التصنيع المتكرر بطريقة مكثفة لخفض التكلفة والإسراع بتنفيذ المشروعات السكنية ، لمواجهة الطلب المتزايد عليها نتيجة الزيادة الهائلة في عدد السكان وتكدسهم في المدن ، الأمر الذي أدى إلى إنتاج مشاريع سكنية ذات تصاميم رديئة من حيث التكرار على كل المستويات : في المكونات الإنشائية ، والتفاصيل المعمارية ، وتطابق مساقط المساكن ومساحاتها، وتشابه كتلها البنائية، مما يبعث سكانها على الملل منها أو من يرغبون في العيش، فكانت النتيجة أن تم هجرها أو هدمها بالرغم من أنها كانت ناجحة من حيث سرعة تنفيذها وانخفاض تكلفتها.
الوضع الراهن :
– تمر المدن بتحولات عمرانية كبيرة جاءت نتيجة التغيير الحاصل في أسلوب حياة السكان وزيادة الأعباء الاقتصادية وتأثير ذلك على حجم المساكن بما يعني أن يقل حجمها أو مساحاتها، بما يتناسب مع حجم الأسرة ( التي شهدت انخفاض في عدد أفرادها من الأبناء نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية وتطور أساليب الحياة المختلفة)، – ظهرت مؤخرًا توجهات جديدة تدفع إلى ضم بعض وظائف المسكن لإستعمالها من قبل جميع السكان فيمارسون فيها جماعيًا جزءًا من حياتهم اليومية مثل عمل مجالس ومطاعم ومطابخ عامة للسكان ، بينما تقتصر مساحة الوحدة السكنية على الاستعمالات الأخرى الخاصة ( غرفة المعيشة والنوم وخدماتها ) ، مما يقلل من مساحة الوحدة السكنية ، ويجعلها أسهل وأكثر قابلية على سرعة تصنيعها سريعًا ويقلل من تكلفتها ، مما يرتد على سعر إقتناؤها ولأكبر عدد من السكان والفئات. كما تتضمن التحولات تحقيق مساكن ذات مساحات مرنة يمكن التغيير في توزيعاتها والتوسع فيها حسب الحاجة .
– نتيجة للتحولات المناخية واستنفاد الموارد الطبيعية دعت الحاجة إلى تطبيق معايير الاستدامة على المباني من حيث التوفير في الطاقة والمحافظة على البيئة ومقاومة الاحتباس الحراري وتطبيق مباديء الاقتصاد الدائري التي تهدف إلي التقليل من النفايات وإعادة تدويرها أو إعادة استعمال مكونات المباني من خلال فكها وإعادة تركيبها.
– الأمر الذي أعاد النظر في صناعة المباني وتطوير طرق إنشائية جديدة واستعمال الوسائل الرقمية في تحسين طرق التصنيع .
– أصبح تصنيع المساكن يهدف إلى استعمال تقنيات جديدة للتصنيع بكميات كبيرة لمكونات إنشائية متفردة، تتجنب التكرار الممل للمباني الذي كانت تبنى به في الماضي .
– اليوم هناك عدة وسائل ( أنظمة ) لتجميع وبناء المساكن بالطرق الصناعية ، تعرف بأنظمة تصنيع المساكن ، وهي تستعمل خاصة في بناء مشروعات الإسكان العام الاجتماعي ، نظرًا للمقدرة التنظيمية ولإدارتها وسرعة تنفيذها وانخفاض تكلفتها .
– هناك بدائل متعددة لتصنيع المساكن اليوم تتراوح بين بناؤها بالطرق التقليدية إلى التصنيع المسبق للمسكن بالكامل ، إلا أن أنظمة تصنيع المساكن تعتبر الأكثر سرعة في التنفيذ وقد تكون الأقل تكلفة .
– لا يوجد نظام بناء أو مادة بناء مثالية لبناء المساكن بأنظمة التصنيع بل يتم إختيار النظام والمواد حسب ما يحتاج ويناسب كل مشروع سكني ( من حيث المنطقة، المناخ، المواد والتقنيات والعمالة المتوفرة، الحاجة إلى السرعة في التنفيذ. عدد مساكن المشروع ، الميزانيات المطروحة ، إلخ… )
– إختيار النظام اليوم أصبح مرهونًا بنجاح عدد من العوامل المختلفة التي تدخل في تصنيعه ومنها :
• سلسة التوريد والانتاج من حيث سرعة التنفيذ ودرجة الأمان ودقة مواعيد التسليم والمقدرة على التنبوء بالمشاكل وتداركها .
• الامكانيات التي يوفرها النظام لتحقيق التصميم المناسب للمسكن ولاحتياجات السكان ورغباتهم من مرونة وتنوع في الأشكال والاستعمالات .
• تكلفة اليد العاملة والمواد .
– مع التحولات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتقنية التي حدثت في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ، فإن النظرة المعاصرة اليوم لتصنيع المساكن لم تعد مبنية على التصنيع المتكرر بل على الموازنة بين ما يجب أن يكون متكررًا ومايجب أن يكون متفردًا . الأمر الذي يعطي حرية أكثر للمصممين و للسكان في الإختيار.
– لقد إرتد ذلك على أنظمة تصنيع المساكن وطرق تجميعها . وعادة ما يلقى التصنيع المتفرد لمكونات المسكن أكثر قبولًا ، ولكن تكلفته أعلى . بينما التصنيع المتكرر يلقى أقل قبول إلا أن تكلفته أقل .
الأمر يؤثر بشكل كبير على تكلفة المشاريع السكنية، ولذلك يكمن الاقتصاد في مشروعات الإسكان الإجتماعي وتحقيق التصميم المعماري الناجح في مدى نجاح فريق التصميم في الموازنة بين المنتجات المتفردة والمتكررة، وتحقيق الاقتصاد في التكلفة .
مجالات التطوير في أنظمة تصنيع المساكن :
تمر صناعة البناء بشكل عام اليوم بمرحلة تطوير جذري ساهمت فيها عدد من التحسينات التي تم إقتباسها من المجالات الصناعية الأخرى واستعمال الوسائل والتقنيات الحديثة ومن أهمها :
الوسائل والأدوات الرقمية :
لقد كان لتطور صناعة الكمبيوتر وابتكار البرمجة الرقمية تأثير هائل على طرق تصميم وتصنيع المباني مثل :
– استخدام برامج المساعدة في التصميم والتصنيع CAD وCAM الإلكترونية للتمكن من التصنيع المتفرد لمنتجات البناء الدقيقة ، وبرمجة الآت التصنيع المسبق لخرط القطع المعدنية وتقطيع القطع الخشبية وأجزاء المباني حسب متطلبات البناء .
– استخدام نظام نمذجة معلومات المباني BIM الذي يساعد على توفير امكانيات تصميمية تقوم على أساس مشاركة كافة التخصصات في مراحل التصميم المختلفة بما يضمن التنسيق الكامل والمبكر بين كافة التخصصات لضمان كفاءة وسير أعمال التصميم والتنفيذ في الطريق الصحيح والسريع والاقتصادي .
– المزواجة بين الأدوات الرقمية وأتمتة التصنيع واستعمال الروبطات أو الإنساني الآلي في تصنيع مكونات المباني التي تنقل صناعة المباني بشكل عام من التصنيع المسبق ذو التكرار الموحد ( Unitization ) ، لتفتح الباب واسعًا أمام التصنيع المتفرد ( Customization )،
– مساعدة الأدوات الرقمية على التصميم والإنتاج الشامل لمكونات البناء بحيث تحقق عدد من الوظائف فى آن واحد.
– تحسين ورفع كفاءة التصنيع من خلال تحسين إستراتيجيات سلسة الإنتاج والتوريد واستعمال استرتيجيات الإنتاج النوعي ( Lean Production ) بحيث يمكن زيادة عدد الجهات الداخلة في التصنيع بهدف رفع درجة التنويع والدقة وزيادة وتنوع عدد المكونات في نظام التصنيع الواحد لتخدم أكبر قدر من الاستعمالات .
أتمتة تصنيع المباني:
التطوير المتقدم للإنتاج الصناعي يهدف إلى تحسين كافة نواحي التصنيع وخفض تكلفة الإنتاج . ويأتي إدخال الأتمتة ( التشغيل والتحكم الآلي واستخدام الروبوطات) في طرق التصنيع في مقدمة التحسينات المعاصرة ، إلا أنه في مجال البناء بالمقارنة بتصنيع السيارات مازال ذلك محدودًا.
تهدف الأتمتة إلى رفع مستوى دقة المنتجات ، ففي مجال البناء يتعقد تصنيع المساكن كلما زادت متطلبات الدقة فيه، وتمثل الأتمتة أحد أوجه التعقيد التى يتخوف منها المصممين والمنفذين ، لأنها قد تؤثر على ثقافة البناء والتصميم المعماري التقليدي ؛ فقد يحد ذلك من حرية إتخاذ القرارات التصميمية الفنية ، مما يتطلب إعادة النظر في طرق التصميم والتنفيذ من جديد لتأخذ في حسبانها هذا التعقيد . على أن الأتمتة تهدف إلى التقليل من الاعتماد على العمالة اليدوية ، كما أنها توفر طرق مراقبة وتحكم دقيق ترفع من مستوى سرعة تنفيذ المنتجات وجودتها والمحافظة على التكلفة المرصودة لها .
سلسة التوريد والإنتاج :
تعني سلسة التوريد في الإنتاج الصناعي بالمراحل التي تمر بها المنتجات بدء من توريد المادة الأولية ثم خطوات التصنيع التي تبدء بتصنيع الأجزاء وتجميعها في مكونات من قبل عدد من المصنعين ، ثم تجميع المكونات في المنتج النهائي من قبل المصنع الرئيس . وعادة ماترتب هذه السلسة على مستويات تبدء بالمكون الأصغر إلى الأكبر من المنتج . إلا أن تعقد متطلبات الإنتاج من حيث تنوع مكونات أنظمة التصنيع وزيادة عدد المكونات المتفردة أدى إلى زيادة عدد الموردين والمصنعين الداخلين في السلسة ، فتعقدت مسارات الإنتاج ، مما يؤثر على سرعة التنفيذ ، ودقة مواعيد التسليم ، والتأثير على جودة المنتجات . الأمر الذي يستدعي وضع إستراتجيات دقيقة لرقابة سرعة التنفيذ والتكلفة والجودة . لقد ساعد استخدام الأدوات الرقمية مؤخرًا إلى رفع كفاءة إنتاج سلسة التوريد والتصنيع ، من حيث القدرة على إتاحة كافة المعلومات لكافة الداخلين في السلسلة ، عن تقدم مراحل العمل والتصنيع والتنبوء بالمشاكل التي قد تعيق مسار العمل وتحديد مواعيد التسليم بدقة ، الخ…
الإنتاج النوعي ( Lean Production ) :
تهدف إستراتيجية الإنتاج النوعي إلى مراجعة طرق التصنيع بهدف تحقيق أكبر عائد وكفاءة في الإنتاج بما يحقق قيمة مضافة بدء من توفير المواد الأولية وحتى الإنتهاء من تصنيع المنتج من حيث :
– تحقيق أكبر قدر من التنوع.
– رفع كفاءة المنتجات.
– زيادة سرعة الإنتاج والتكيف مع تطور الأسواق وتنوع الطلب عليها لتلبية رغبات المستهلكين.
– الحد من الإهدار في المواد والتقليل من العمالة بهدف الاقتصاد في التكلفة.
ويتم بعد ذلك مراجعة طرق التصنيع هذه وإعادة تنظيم خطوات ومراحل الإنتاج ذات القيمة وتأمين استمرارية الإنتاج بدون توقف أو تأخير وبأقل قدر من التغيير.
التصميم والإنتاج الشامل ( Integrated Design And Integrated Building Methods ):
نتيجة لاستعمال الأدوات الرقمية وبرامج الكمبيوتر أمكن تصور المنتجات وخطوات وطرق تصنيعها الفعلي بحيث يمكن أن تحقق درجة عالية من الكفاءة من حيث سرعة التنفيذ والاقتصاد في التكلفة . كما ساعد ذلك على تعميق البحث لتصنيع منتجات تؤدي أكثر من وظيفة في نفس الوقت، من خلال رفع درجة التنسيق بين فرق التصميم والتنفيذ وهو ما يطلق عليه إستراتيجية التصميم والإنتاج الشامل . ويهدف التصميم والإنتاج الشامل إلى زيادة وظائف المنتجات بما يحقق المرونة والتنوع الكبير في ماتقدمه المنتجات.
البناء بالطباعة الثلاثية الأبعاد وأنواعها :
لقد أدى التزاوج بين الأدوات الرقمية والأتمتة ابتكار طرق بناء جديدة تعتمد على برمجة آلات تصنيع البناء لتصبح قادرة على القيام بمهام البناء وتشكيل المباني ، وتتكون هذه الطرق الجديدة من ٣ أنواع رئيسية :
– الطباعة الثلاثية الأبعاد
– الإنشاء الذاتي
– التشييد الكونتوري
بالإضافة إلى استعمال البرمجة في الخرط والتقطيع والنحت والتشكيل ، وكلها طرق تستخدم الربوطات بأشكال وبامكانيات وقدرات تصنيع مختلفة حسب المواد والمهام المناطة بها .
هذه التطورات الجديدة في تصنيع البناء بالرغم من عدم انتشارها بشكل كبير إلا أنه من المتوقع أنها سوف تنقلنا من التصنيع المسبق الذي تختلف عنه جذريا إلى أنظمة بناء جديدة تقوم على التصنيع المتفرد للمباني ومكوناتها بحيث تحقق التنوع الكامل في المنتجات لتلبي أكبر قدر من رغبات المستهلكين وبأقل تكلفة .
المعايير التصميمية للمباني التي تبنى بواسطة أنظمة التصنيع المسبق :
في الماضي القريب كان ينظر للمساكن التي تبنى بأنظمة التصنيع المسبق على أنها مساكن ذات تصاميم رديئة نتيجة لمحدودية التغير فيها والتكرار الملل لمكوناتها كان ذلك ناتجًا نتيجة للاقتصاد في تكلفتها وإنتاج أكبر عدد منها، الأمر الذي دفع إلى إهمال الجوانب المعمارية والجمالية فيها . هذه الصورة ربما جاءت نتيجة لضعف دور المصمم المعماري أمام دور المهندسين القائمين على أنظمة التصنيع المسبق .
على أن ذلك كان في الماضي ، اليوم مع تطور أنظمة التصنيع المسبق ، فإن الدور الذي يمكن أن يؤديه المصمم لتحسين هذه الصورة يكمن في إتباع عدد من المعايير التصميمية التي تجعل هذه المباني مقبولة من النواحي المعمارية والجمالية وهذه المعايير هي :
1 – دمج المشروعات السكنية الصناعية مع محيطها :
– لم تعد مشروعات الإسكان اليوم مقيدة بنظام تصنيع واحد يجبر على طرق التشكيل التقليدية كتوزيع العمارات السكنية ذات التصميم المتكرر على مساحة أرض المشروع بطرق نمطية مملة بل يمكن اليوم تشكيل العمارات السكنية بطريقة تسمح بإحترام المقياس الإنساني ، وتندمج جيدًا مع محيطها من خلال أنظمة بناء تسمح بالمرونة في التشكيل والتنويع في الشكل والمظهر .
٢ – تصنيف طرق البناء بأنظمة التصنيع المسبق:
– بشكل عام يمكن استعمال عدد كبير من المواد البناء في أنظمة التصنيع المسبق ؛ مثل الخشب والخرسانة والحديد .
– يتم التصنيع المسبق إما على موقع البناء أو داخل المصانع ، ثم على هيئة عناصر إنشائية أو مكونات يتم تجميعها في الموقع ،ولكل مادة مميزاتها ؛ فالخشب والحديد يفضل تصنيعها داخل المصانع ، أما الخرسانة فهي أكثر المواد استعمالًا في أنظمة التصنيع المسبق للمساكن نظرًا لإنخفاض تكلفتها وسواء كان تصنيعها داخل المصنع أو في الموقع .
– عادة ما تصنف الأنظمة من خلال طبيعة مكوناتها الإنشائية الأساسية وتتكون من ٣ أنظمة رئيسة هي :
١ – الهيكل أو الجمالون الإنشائي ( أعمدة وكمرات ) :
ويمكن تصنيعه من كل المواد الرئيسية في البناء :
– الخشب ، على هيئة أعمدة وكمرات من الخشب المضغوط ( ألواح خشب تلسق وتضغط في مكابس لتكتسب متانة عالية ) .
– الحديد، على هيئة عوارض ( أعمدة وجسور ) ذات قطاع L أو T ، أو من مكونات من عوارض حديد و يتم تغطيتها بالخرسانة.
– الخرسانة المسلحة ، ( أعمدة وجسور ) على هيئة عناصر مسبقة الصنع.
٢ – أسقف وحوائط طولية حاملة :
ويمكن تصنيعها من المواد الرئيسة في البناء :
– الخشب ، على هيئة إطارات من الخشب ( كمرات للأسقف) مع تغطية من ألواح من الخشب أو الخرسانة
– الحديد ، على هيئة إطارات من العوارض الحديدية (كمرات للأسقف ) مع تغطيات ألواح معدنية أو خرسانية .
– الخرسانة ،على هيئة وحدات أسقف أو حوائط من الخرسانة المسلحة .
٣ – الوحدات النمطية ( Modular Unit ) :
ويمكن أن يتم تصنيعها من المواد الرئيسة في البناء :
– الخشب ، على هيئة هياكل وألواح تغطية من الخشب.
– الحديد ، على هيئة هيكال حديدية وتغطيات من ألواح معدنية مزدوجة ( مثلا حاويات نقل البضائع ).
– الخرسانة ، على هيئة علب خرسانية مكونة من أسقف وحوائط من الخرسانة المسلحة.
– كما يمكن أن يتم استعمال أكثر من طريقة في آن واحد. وتنقسم الأنظمة إلى أنظمة خفيفة أومتوسطة أوثقيلة حسب أوزنها ، كل منها يستجيب لمتطلبات المشروعات حسب ماتقدمه، كما يجب أن تتبع هذه الأنظمة خطط تصنيع وتنفيذ شاملة ودقيقة ، وتحدد بدقة خطوات التصنيع والتجميع ، وتحافظ على استعمال كميات محدودة من مواد البناء بحيث تضمن الاقتصاد في للتكلفة.
– يجب أن يتم إختيار التصنيع أو الأنظمة حسب متطلبات التصاميم المعمارية للمشروعات السكنية ونظام الإنشاء الأكثر ملائمة لها. فالأنظمة ذات الهياكل الإنشائية تتناسب مع المباني العالية ومتطلبات المرونة وإمكانية تغير التوزيع الداخلي للمساكن .
– وأما الأسقف والحوائط الطولية والحاملة فهي سهلة التنفيذ والتركيب وتسمح بالإرتفاع في البناء وتمديد قنوات الشبكات المياه والكهرباء داخلها .
– أما الوحدات النمطية فهي تحقق سرعة تنفيذ قصوى بحيث يمكن تصنيع وحدات كاملة مجهزة بالحمامات والمطابخ والسلالم ومشطبة ١٠٠٪، وبدقة تنفيذ عاليةداخل المصنع بحيث يمكن استعمال المبنى فور تركيبها على الموقع .
3 – النقل وخطط التنفيذ:
– تتأثر طرق التصنيع بإمكانيات النقل المتاحة وطرق التجميع والتركيب، فكلما كبر حجم ومساحات المكونات المصنعة مسبقاً كلما زادت تكلفة نقلها نظراً لمعايير وأنظمة النقل و الحد المسموح للإرتفاع للمركبات. ولذلك فإن مكونات الأنظمة المسبقة الصنع لاتتعدى عادة إرتفاع دور واحد.
– يجب أن يراعي حجم المكونات طرق حملها وتركيبها، و إمكانيات حركة الرافعات في الحمل والتركيب وأنواع الرافعات المختلفة ؛ فمنها ماهو متحرك ذاتياً ومنها مايتم تركيبه على قضبان ليتحرك طولياً.
– يتم اختيار أنسب الرافعات تبعاً للتشكيل المعماري للمشروعات وبحيث يبقى ذلك في حدود التكلفة المحدودة مسبقاً.
– ولذلك فإن أكثر المشاريع تتبع التشكيل الطولي المستقيم لكي تبقي حركة الرافعات في خط مستقيم يسمح بحركتها السلسة لتركيب أكبر قدر من المساكن وفي أقل مدة زمنية .
– لتسهيل رفع المكونات المصنعة يتم زرع حاملات حديدية تمكن من التحكم في حمل ورفع مكونات الأنظمة كما يجب تخصيص فضاءات لتخزين مكونات الأنظمة لحين تركيبها.
٤-الأنظمة بين التكرار والتفرد :
– عادة ما كان يتألف نظام التصنيع المسبق من مجموعة من المكونات الإنشائية والمعمارية الموحدة الحجم والقياسات والشكل ( Unitization ) . اليوم تأتي الأنظمة بتصنيع وأشكال متفردة ( Customization ) في الحجم والقياسات والشكل ، وهي عناصر يتم تصنيعها لتلبية وظيفة معينة أو للسماح بحرية الإختيار في الشكل والاستعمال والتنويع فيها، لتلبية متطلبات التصميم المعماري ورغبات السكان المتنوعة .
– كلما زاد عدد المكونات الموحدة في الشكل والقياس كلما انخفضت تكلفة النظام ، وكلما زاد عدد المكونات المتفردة كلما إرتفع سعر النظام .
– دور المعماري يجب أن يأتي ليوازن بين عدد المكونات المتكررة ونسبة المكونات المتفردة فيها من جهة ، وتكلفة المشروع وسرعة التنفيذ من جهة أخرى .
– كلما زادت نسبة التفرد كلما زادت الخيارات والتنوع في التصميم وتلبية رغبة أكبر عدد من السكان.
– اليوم ومع استعمال الأدوات الرقمية تقنيات التصنيع الحديثة ، يمكن تحقيق أكبر نسبة من التفرد من دون زيادة كبيرة في التكلفة.
٥- المواد وتأثيرها على على أنظمة التصنيع المسبق:
– يجب أن تستعمل طرق تصنيع مكونات الأنظمة المسبقة الصنع بحيث تأخذ في حسبانها خصائص المواد التي تصنع منها، من حيث جمالياتها ومتانتها وتحملها لكافة المؤثرات ، وأن تحافظ طرق التصنيع على هذه الإيجابيات ولا تفقدها بعد التصنيع والاستعمال ؛ خاصة إذا كانت المكونات المسبقة صنعها تحمل جوانب زخرفية ومظهرية.
– الحوائط الخرسانية المسبقة الصنع دائماًما يتم زخرفة واجهاتها بأنواع مختلفة من المؤثرات ؛ فإما أن تكون ذات ملمس ناعم أو خشن أو تحمل أشكال زخرفية . ولذلك فإن الخرسانة تفضل عن باقي المواد في الأنظمة المصنعة مسبقاً نتيجة للإمكانيات الجمالية التي يمكن أن توفرها بالإضافة إلى إنخفاض تكلفة الحصول عليها.
6 – التحكم في تفاصيل أركان المباني مسبقة الصنع:
– يعتبر الشكل الذي سوف تأخذه أركان المباني مشكلة تصميمية لدى المعماريين وخاصة عندما تبنى هذه المباني بواسطة الأنظمة المسبقة الصنع. فإما أن يتم اللجوء إلى تصنيع مكون ركني خاص، أو يتم تصميم الفاصل بين تلاقي الحوائط في الركن بعناية .
– هناك خيارات تصميمية متعددة كلها تعتمد على اللغة التي يريد المصمم صياغتها في تصميم المبنى. فإما تعقيد شكل الركن ومظهره النهائي أوتناسق أو تنافر تفاصيله مع خطوط التصميم العام للمبنى .
٧- تصميم الفواصل بين المكونات:
– يجب الإعتناء بالفواصل بين مكونات أنظمة التصنيع المسبق ، لأنها تحتاج إلى عزل جيد بالإضافة إلى أنها تحمي المنشآت من التمدد الحراري لمكوناتها.
– تعتبر الفواصل من أدوات التصميم واللغة المعمارية، فيمكن التحكم في سماكتها لرؤيتها عن بعد أو يمكن محاولة إخفائها تماماً أو زخرفتها بنفس زخرفة الحوائط بحيث يختفى الفاصل .
٨- معالجهة الواجهات وأسطح مكونات الأنظمة المصنعة مسبقاً:
تنقسم طرق معالجة الأسطح الخارجية لمكونات الأنظمة المصنعة مسبقاً إلى ٣ فئات:
– الطباعة على المساحة الخارجية والمعالجة الميكانيكية لها بعد صب المكون.
– دمج ألواح من المطاط محفور عليها الزخرفة المراد تحقيقها داخل الشدات قبل صب الخرسانة لتأخذ المكونات المصبوبة شكل الزخرفة عليها .
– صب الخرسانة على توزيع زخرفي مكون من وحدات سيراميك مثلًا ، بحيث تظهر هذه الزحرف في الوجه الظاهر للمكون .
في حال استعمال الوسائل الميكانيكية لتحقيق الشكل والملمس المناسب للمكونات يجب أن يتم زيادة سماكة المكونات ببضع سنتيمترات لإجراء الحفر أوالخدش عليها دون التأثير على سلامتها الإنشائية .
9 – استخدام الألوان وتشكيلاتها:
– يعتبر استخدام الألوان في المباني من أكثر الوسائل الاقتصادية لزخرفتها على أن استعمالها يحتاج إلى خبراء في الألوان وتأثيرها وتشكيلاتها ، ولايجب أن يترك الأمر للإختيار لمن لا تتوفر لديهم هذه الخبرة.
١٠- شبكات الخدمات:
– يأخذ المصمم المعماري عادة في الحسبان إدخال شبكات الخدمات ومتطلباتها في المراحل الأولى من التصميم ، خاصة وأن تكلفة الشبكات وأنظمتها تمثل نسبة ٤٠٪ من التكلفة الإجمالية للمبنى.
– في الأنظمة مسبقة الصنع تأخذ الخدمات وتمديد شبكاتها أهمية كبرى ، إذ أنه يتم دمجها داخل المكونات ( الحوائط والوحدات النمطية وحتي الهياكل ) بحيث لاتشغل حيزًا من المساحات المخصصة للمساكن . مما يجعل تمريرها داخل المكونات ثم إيصالها ببعضها أمراً يحتاج إلى الكثير من التنسيق والدقة والخبرة في التنفيذ، بالإضافة إلى أن تصميمها الجيد يهدف إلى التوفير في تكلفة البناء، من حيث التوفير في أطوالها وعدد الوصلات مما يؤثر على التكلفة الإجمالية لها.
– لا يوجد مجال للتعديل أو إعادة التركيب في شبكات الخدمات بعد التصنيع ، ما لم تؤخذ كل تفاصيلها في الاعتبار عند التصميم وقبل التصنيع ؛ فعندما تكون الحوائط المصنعة ذات تغطيات زخرفية لا يمكن التكسير فيها أو تشكيلها بعد صبها.
إضافة تعليق جديد