في هذا المقال نحاول أن نستخلص بعض التوجهات المعمارية المعاصرة التي تبنتها مكاتب عالمية وكيف تعاملت معها ونحاول هنا أن نسأل أنفسنا
لماذا لم تتفاعل المكاتب المحلية مع هذه التوجهات أو أن تتبنى غيرها لتستجيب لمتطلبات المجتمعات وتقدم حلولًا للتحولات المختلفة التي حدثت مثل زيادة سكان المدن أو التحولات المناخية أو معالجة مشاكل الطاقة أو تبني مخرجات الثورة الرقمية .
في الماضي كان البعض يرى أن هناك لكل بلد أو منطقة متطلبات تختلف من بلد إلى آخر وبالتالي قد لا يعنينا ما يحدث عند الآخرين . فهل مازات تختلف متطلباتنا عن متطلبات الآخرين ؟ في رأيي أننا اليوم لسنا مختلفين كثيرًا ؛ فنحن نعيش في مدن عصرية ونفتح يومًا بعد يوم أكثر على العالم ، بل وبسرعة فائقة نحقق هذا الإنفتاح ، في اقتصادنا وفي ثقافتنا ، وهذا يعني أننا نتفاعل أكثر مع العالم من حولنا مما يجعل متطلباتنا تقترب كثيرًا من متطلبات الآخرين .
وإذا كانت المتطلبات متقاربة بيننا وبين دول العالم فإنه من البديهي أن نتأثر بالتحولات المختلفة التي تحدث في كافة القطاعات الاقتصادية المختلفة ومن بينها قطاع البناء الذي يمارس فيه تصميم المباني دورًا حاسمًا، أو هكذا يجب أن يكون .
فهل تواجه مدننًا زيادة في عدد سكانها وتمتد بحيث يصبح من الصعب تقديم وإيصال الخدمات لها ؟ وهل نشعر بتأثير التحولات المناخية في حياتنا؟ فهل يمكن أن نستغني عن تكييف مبانينا طيلة نصف السنة تقريبًا ؟ وهل نواجه مشاكل الطاقة كغيرنا ؟ فهل ارتفع سعرها ، وهل نتوقع أن يستمر إرتفاعها في المستقبل ؟ وهل تتدخل الرقمية في حياتنا ؟ فهل نستخدم اليوم مجموعة من التطبيقات التي تسهل علينا حياتنا اليومية ، وهل نحن بحاجة إلى المزيد منها في العمل المعماري وفي المباني ؟
كلها أسئلة لا يمكن الإجابة عليها إلا بالإيجاب .
والآن لنتوجه إلى المكاتب الهندسية ونسألهم ماذا أعدوا لإيجاد حلول لهذه المتطلبات المهمة ؟
البعض منهم يرى أن المجتمع وأصحاب المشاريع لا يطالبون بتوفير حلول جديدة لهذه المتطلبات فلماذا يجب أن تتحرك المكاتب لتقديمها. وبالتالي هم لن يفعلوا شيئًا لتطوير مكاتبهم وهؤلاء لن يستمروا طويلًا في سوق البناء .
والبعض الآخر يجد أن توفير هذه الحلول يحتاج إلى إعادة النظر في عمل المهنة اليوم وضرورة تطويرها
وهذا يحتاج إلى وقت وجهد كبير لتطوير المكاتب وتزويدها بالأدوات والخبرات القادرة على إيجاد الحلول المناسبة لتصميم مباني ذات نوعية عالية وتستجيب للتحولات المختلفة . وهؤلاء يجب أن نبحث عنهم وأن نجدهم وندعمهم . وإن لم نفعل شيء لندعمهم فقد تعاني المهنة بشكل كبير وقد لا نستطيع تطوير مدننا بالشكل الذي يواكب إنفتاحنا على العالم ولا يتناسب مع مستوى الرقي الذي نتوقعه لمختلف المباني الذي نعيش فيها معظم أوقات حياتنا .
الناشر ورئيس التحرير
إضافة تعليق جديد