قطاع البناء هو أحد أكبر قطاعات الاقتصاد في العالم حيث يتم إنفاق حوالي ١٠ تريليون دولار سنويًا على مشروعات البناء والخدمات المرتبطة به . ومع ذلك ، فإن إنتاجية هذا القطاع قد تراجعت عن القطاعات الأخرى منذ عقود ، واليوم هناك إمكانية لرفع إنتاجية قطاع البناء بنحو ١،٦ تريليون دولار باتخاذ عدد من الأجراءات .
بعض نتائج الدراسة :
على مدار العقدين الماضيين بلغ معدل نمو العمالة في قطاع البناء والتشييد على مستوى العالم 1 ٪ سنويًا ، مقارنةً بـ ٢،٨٪ من إجمالي الاقتصاد العالمي، و٣،٦٪ للصناعات التحويلية.
ففي عينة من البلدان التي تم تحليلها ، نجد أن معدل نمو الإنتاجية خلال العقد الماضي في أقل من ٢٥٪ من شركات المقاولات يعادل نمو الاقتصادات الكلية التي تعمل فيها. ولذلك فأنه في غياب إحداث تطويرات فاعلة لزيادة الأنتاج في قطاع البناءسيكون من الصعب تلبية إحتياجات مشروعات البنية التحتية والإسكان في العالم . وترى الدراسة أنه في حالة زيادة الإنتاج بهدف الإلحاق بركب الاقتصاد العالمي فإن ذلك سوف يرفع القيمة المضافة لهذا القطاع بمقدار ١،٦ تريليون دولار ، كما سيؤدي ذلك إلى تلبية حوالي نصف احتياجات العالم من البنية التحتية سنويًا ، أو زيادة الناتج العالمي الإجمالي بنسبة ٢٪ . إن ثلث فرص زيادة الإنتاجية يوجد في الولايات المتحدة ، حيث نمت الإنتاجية في التصنيع وتجارة التجزئة والزراعة منذ عام ١9٩٤ بنسبة تصل إلى ١٥٠٠٪ ، لكن الإنتاجية في البناء لم تزد على الإطلاق .
ويؤكد مسح الدراسة (MGI ) أن هناك العديد من أسباب هذا الأداء الضعيف وهي :
– يتم تنظيم صناعة البناء على نطاق واسع كما أنها تعتمد بشكل كبير على الطلب من القطاع العام .
– يتسم القطاع بأنه ذو طفرات ارتفاع وانخفاض دورية.
– في بعض الأحيان يتم العمل في أجواء من الإجراءات غير الرسمية وأحيانا الفساد مما يشوه سمعة سوق البناء .
– قطاع البناء مجزأ للغاية، والعقود لا تتبع طريقة واحدة في التعويض عن المخاطر والمكافآت .
– كثيراً ما يواجه المقاولون والمشترون عديمو الخبرة الصعوبة في الاستمرار في سوق غير شفاف. والنتيجة هي سوء إدارة المشروعات وتنفيذها ، ومهارات غير كافية ، وعمليات تصميم غير مكتملة ، و قلة الاستثمار في تنمية المهارات ، والبحث والتطوير ، والابتكار .
– أداء إنتاجية قطاع البناء العالمي غير منتظم . هناك اختلافات إقليمية كبيرة ، والتفاوتات والانحرافات كثيرة في هذه الصناعة.
– ينقسم قطاع البناء بشكل عام إلى قسمين : لاعبين على نطاق واسع يشاركون في أعمال البناء الثقيلة مثل الأعمال المدنية والصناعية والإسكان ، وعدد كبير من الشركات العاملة في مهن متخصصة مجزأة مثل الأعمال الميكانيكية والكهربائية وأعمال السباكة أو تعمل على مشاريع أصغر مثل تجديد إسكان العائلة الواحدة.
تميل المجموعة الأولى إلى إنتاجية أعلى بنسبة تتراوح بين ٢٠ و٤٠و ٪ عن المجموعة الثانية. ومع ذلك ، حتى في قطاع الإنشاءات الثقيلة الأكثر إنتاجية هناك تحديات
متأصلة – يحتمل أن تكون هيكلية – في الوفاء بالتزامات التكلفة والجدول الزمني للمشروعات الضخمة ، ولذلك يتم التعاقد من الباطن بشكل روتيني مع المقاولين المتخصصين .
7 مجالات ترفع من إنتاجية قطاع البناء :
هذا وتؤكد الأمثلة المبتكرة للشركات او المناطق إلى أن العمل في سبعة مجالات في وقت واحد يمكن أن يعزز الإنتاجية بنسبة ٥٠ إلى ٦٠٪ وهي :
– إعادة النظر في الأنظمة
– تجديد الإطار التعاقدي لإعادة تشكيل ديناميات الصناعة
– إعادة التفكير في التصميم والعمليات الهندسية
– تحسين المشتريات وإدارة سلسلة التوريد
– تحسين التنفيذ في الموقع
– بث التقنيات الرقمية والمواد الجديدة والأتمتة المتقدمة
– إعادة تشكيل القوى العاملة .
– يجب أن تتجه أجزاء من طرق البناء نحو أنظمة الإنتاج المستوحاة من أنظمة التصنيع الحديثة وتأصيلها في مواقع البناء ومكاتب التصميم ، فذلك من شأنه أن يرفع الإنتاجية إلى عشرة أضعاف ما هي عليه الآن ، مع الإنتباه إلى أن طبيعة العمل المليئة بالتحديات للمشاريع الكبرى تؤكد مدى صعوبة تطبيق الأنظمة الصناعية الحديثة في مشروعات البناء .
عوامل تخفض من العوائق :
إن العديد من العوائق التي تحول دون زيادة الإنتاجية وطرق التغلب عليها كانت معروفة منذ زمن بعيد ، لكن الصناعة كانت في طريق مسدود ، حيث افتقر معظم اللاعبين الفرديين إلى الحوافز والقدرة على تغيير النظام ،
و مع ذلك فهناك عوامل يمكن أن تخفض من الحواجز أمام التغيير مثل :
– زيادة الاحتياجات والطلب على البناء من حيث الحجم والتكلفة والجودة .
– البحث لإيجاد الجهات الفاعلة والأسواق الأكثر شفافية.
– إدخال المزيد من التقنيات والمواد وطرق البناء الجديدة،
– رفع كلفة العمالة مع فرض قيود جزائية على العمال المهاجرين .
وعمومًا يجب على المشاركين في قطاع البناء إعادة التفكير في أساليب العمل الخاصة بهم لتجنب عدم اللحاق بمسيرة الإنتاج المسقبلية القادمة في العالم … للمزيد
إضافة تعليق جديد