Modern Methods of Construction MMC & Architecture Design
اعداد : إبراهيم عبدالله أبالخيل
الطرق الحديثة للبناء ( MMC ) أو Modern Methods Of Construction هي مصطلح أصبح يطلق على المباني الجاهزة من وحدات متكررة وهياكل وعناصر جاهزة. المباني الجاهزة إنتشرت بشكل واسع بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة إلى الحاجة إلى بناء أكبر عدد من المساكن بعد أن تهدمت مباني المدن من جراء الحرب، وتوقف العمل بها في وسط السبيعينيات نتيجة للمشاكل التي نتجت عن سوء تصميمها، حيث كان الكثير من هذه المباني يقام في إطار مشروعات تهدف إلى البحث عن طرق اقتصادية وسرعة تنفيذ وأن تتبع في ذلك طرق بناء ذات معايير إنشائية واقتصادية صارمة وتحد من تدخل التصميم المعماري الذي كان يمارس في نطاق ضيق. لقد كان ذلك على حساب تحقيق تصاميم تراعي الجوانب الإنسانية للسكان ، نتيجة إلى المبالغة لتكرار الوحدات والعناصر الإنشائية المكونة للمباني، بحيث تتكرر أشكالها وأحجامها بطريقة تبعث على الممل منها بصرياً أو من خلال استعمالها .
اليوم ، تم الرجوع إلى هذه الطرق مع بداية الألفية الثانية لأنها تهدف إلى تطوير صناعة بناء قائمة على الاقتصاد وسرعة البناء، وما استجد من الحاجة لمواجهة العجز في العمالة الذي نتج عن هجرة العمل في قطاع البناء (وهو قطاع يتطلب العمل الشاق في مناخات صعبة ) إلى قطاعات أكثر ربحية وأمن وسلامة .
إلا أننا اليوم لسنا في الماضي ونتيجة للأخطاء السابقة، أصبح من الضروري الإهتمام بتطوير هذه الطرق بحيث تراعي الجوانب الإنسانية للسكان، وما استجد على التصميم المعماري من معايير استدامة وتقنيات وخبرات تصميمية جديدة، ولعل أهمها يكمن في تحقيق التنوع في تصميم المباني التي تستخدم أنظمة بناء صناعية تتطلب اقتصادياتها التكرار الشكلي لعناصرها ووحداتها الجاهزة .
تتلخص أنواع الطرق الحديثة في البناء إلى ثلاث طرق هي:
الهياكل الإنشائية : وهي عناصر إنشائية مكونة من أعمدة وكمرات تصنع وتصب في المصانع ثم تنقل وتجمع في مواقع البناء .
الأسقف والحوائط الإنشائية : وهي عبارة عن بلاطات إنشائية خرسانية تصب في المصنع ثم تنقل وتركب في المواقع ويمكن أن تركب من قواطع معدنية أو خشبية تركب في المصنع ثم تنقل وتجمع في الموقع.
الوحدات الإنشائية المتكررة : وهي تشبه حاويات البضائع بحيث تضم غرفة أو غرفتين حسب حجمها وتتكون إما من أسقف وحوائط حاملة من الخرسانة أو قواطع معدنية أو خشبية حاملة للأسقف والحوائط أو ذات هيكل معدني أو خشبي يتم تغطيته بقواطع خرسانية أو معدنية أو خشبية.
ولكون الكثير من هذه الطرق تبنى في المصنع فلقد أطلق عليها كذلك مصطلح Off Site أو خارج الموقع بمعنى أنه يتم تصنيعها خارج موقع البناء .
هذه الطرق مازالت تحتاج إلى تطويرها معماريًا لكي تتناسب مع الأهداف الجديدة لها فهي مازالت تهيمن عليها المعايير الإنشائية والاقتصادية الصارمة للمباني الجاهزة ومازال تدخل التصميم المعماري محدودًا، ومازال يمارس في نطاق ضيق. على أنه عندما تم الرجوع إلى المباني الجاهزة – أي مع بداية الألفية الجديدة – مر التصميم المعماري لها بمرحلة أولى كان المصممون يكتشفون هذه الطرق الحديثة من جديد، فهي وإن كانت نابعة من طرق التصنيع المسبق إلا أنها تختلف كونها أصبحت ترتبط بمعايير اقتصادية وتقنيات جديدة لم تكن من ذي قبل .
المشاريع التي يستعرضها العدد :
يستعرض العدد أربعة مشاريع ومسابقة معمارية تحمل كلها بصمات تصميمية تطويريًا جديدة تؤكد على مدى انتشار هذه الطرق الحديثة والإقبال عليها من قبل المطوريين وأصحاب المشاريع، وتفاعل المصممين المعماريين معها أكثر من ذي قبل، كما تتنوع طرق البناء فيها ما بين هياكل إنشائية ووحدات متكررة .
المشروع الأول : وهو مبنى مكتبي لشركة علي بابا المشهورة في مجال البيع عبر الأنترنت وهو من تصميم مكتب Foster & Partners ، يعتمد الإنشاء على تصنيع جاهز خارج الموقع Off Site مكون من هيكل إنشائي ووحدات وقواطع جاهزة تنقل وتركب في الموقع . يتعامل التصميم المعماري مع متطلبات الإنشاء ولكنه في نفس الوقت يوجد شكلًا متنوع وخفيف غير ممل من خلال إحداث فراغات داخل الكتلة الكبيرة للمبنى تتكون هذه الكتلة من شبكة ثلاثية الأبعاد تشكل الهيكل الإنشائي المصنوع من أعمدة وكمرات متعامدة على بعضها البعض تشكل في داخلها وحدات فراغية. ثم يأتي التشكيل العام النهائي للمبنى من خلال ملء بعضها أو تفريغ بعضها. الوحدات المفرغة تشكل فضاءات خارجية يتم زراعاتها وتشكل شرفات وحدائق في الهواء الطلق بينما الوحدات المملؤة فتشكل المساحات المكتبية والوظائف الأخرى للمبنى . نحن هنا بعيدين عن المباني الجاهزة السابقة التي كانت عبارة عن كتل كبيرة ذات الأحجام الكبيرة التي توحي الضخامة والصرامة والثقل الغير مبرر بصريًا .
المشروع الثاني : وهو مبنى سكني يقع في مدينة إستكهولم في السويد ، ويعود لمطور عقاري وهو من تصميم مكتب BIG. يعتمد الإنشاء على وحدات جاهزة متكررة بأبعاد 3،6 في 3،6 م ، رصت فوق بعضها ونظمت حول فناء وسطي بحيث توفر إطلالة جيدة على محيطه الذي تضم المنطقة المحيطة بالمبنى ميناء وحدائق ومساحات خضراء . يتبع التشكيل فكرة تحقيق الوحدات الإطلالة الجيدة على محيطه ولذلك نجد إختلافات وتدرجات في ارتفاعات المبنى لكي يحقق الإطلالة على محيطه لأكبر عدد من الوحدات وطريقة غير مباشرة يحمل المبنى تنوعًا في التشكيل يبتعد عن نمطية المباني المعهودة للوحدات المتكررة ويضيف قيمة جمالية ولكنها مادية في نفس الوقت ترفع من قيمة الوحدات السكنية الجاهزة، إذا نظرنا إليها من منظور استثماري ، وهي قيمة لا نستطيع تحقيقها إلا من خلال التصميم المعماري والذي كما – أسلفنا- قد تحد المعايير الإنشائية والاقتصادية للوحدات السكنية الجاهزة والمتكررة من تحقيقه لمباني ذات قيم جمالية وإنسانية .
المشروع الثالث : وهو مسابقة معمارية نظمت من قبل مؤسسة متخصصة في تنظيم المسابقات المعمارية بالتعاون مع دار نشر معمارية وتهدف المسابقة إلى إيجاد حلول لأزمة توفير السكن في مدينة هونج كونج وتقديم حلول جديدة للوحدات السكنية الصغيرة . قدم الفائزين الثلاث الأوائل حلول تشابهت من حيث لجوئها للوحدات الجاهزة المتكررة واستعمال هيكل إنشائي يحتويها . واختلفت من حيث شكل وطريقة إنشائها فالفائز الأول يقدم حلًا رأسيًا للوحدة السكنية المكونة من وحدات ( كل وحدة تمثل غرفة ) رصت فوق بعضها وبحيث يمكن توفير فراغات خارجية لها من خلال تنوع أحجامها .
المشروع الرابع : وهومبنى سكني للفقراء بدون مأوى يقع في مدينة لوس أجلوس وهو من تصميم مكتب LOHA. يتكون المبنى من وحدات متكررة اقتصادية وبالرغم من ذلك فالتصميم يهدف إلى رفع مستوى حياة السكان بالرغم من كونهم من فئات فقيرة فهو حاصل على شهادة LEED الذهبية لمعايير المباني الخضراء، فهو مجهز بأنظمة لتوفير الطاقة بإستخدام الألواح الشمسية وتوفير التهوية والإضاءة الطبيعية . يتكون المبنى من كتلتين كتلة كبيرة تضم الوحدات وكتلة صغيرة تضم صالة مناسبات وتلاقي، كما يضم المشروع حديقة تم زراعتها بالخضروات والفواكه وحديقة فوق سطح المبنى الصغير .
المشروع الخامس : وهو مشروع سكني للفقراء في لوس أجلس كذلك من تصميم مكتب Plant Prefab Design Partner Brooks + Scarpa يهدف التصميم إلى تحسين المظهر الخارجي للمباني ذات الوحدات السكنية المتكررة من خلال تصميم الواجهات وتحقيق التنوع باستخدام شرفات ذات أحجام متنوعة بعضها بارز واستخدام الألوان الأزرق والأحمر والأصفر في الوجهات .
المشروع السادس : وهو عبارة عن مقترح لإستغلال أسطح العمارات السكنية في برلين باستعمال الوحدات الخفيفة الجاهزة المصنوعة من الخشب . وهو من تصميم مكتب Sigurd Larsen يقدم التصميم حلول لزيادة الرقعة الخضراء للمدينة .
إضافة تعليق جديد