كنت دائما اعتقد ان للمهندس دورا رئيسا في المجتمع ، فخلف تصاميمه الجميلة للمباني هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه من مراعاة الأهداف الوظيفية والاقتصادية لأصحاب المباني ومراعاة راحة المستعملين ومراعاة الأنظمة البلدية . منذ بداية أزمة كورونا وانا أبحث للمهندس عن دور فعال وملموس لخدمة المجتمع ، كما هو الحال بالنسبة للأطباء وفرقهم الطبية ، وإن كنت مقتنعًا بأن دور المهندسين وخاصة العاملين في مجال تصميم المباني سيكون هامًا بعد انتهاء الأزمة لأنها ستغير كثيرًا من أسلوب حياة الناس وسيرتد ذلك على تصميم المباني ، لكني لم أكن أرى دورًا لهم في المراحل الأولى الحرجة من الأزمة . لكن ظني في المهندسين لم يخيب عندما دعت هيئة المهندسين إلى إشراف المهندسين على مطابقة سكن عمال شركات المقاولات للشروط والاحترازات الصحية فيها وغيرها من المشاركات التي طرحتها الهيئة ، وتأكدت تمامًا من الدور الهام المستمر للمهندسين تجاه مجتمعهم . ما لفت انتباهي أكثر انه سيكون عملا تطوعيا ، مع ملاحظة أنه عمل على قدر من المخاطرة علي أرواح هؤلاء المهندسين ؛ فهذا العمل الذي يتطلب عددا من التخصصات الهندسية المختلفة في البناء سيضطرهم للدخول إلي كل الأماكن التي يعيش فيها العمال ومرافقها المختلفة التي تخدم تجمعات كبيرة منهم ، ومهما كانت الشركات المسؤولة عن هؤلاء العمال قادرة علي تطبيق كل الإحترازات الصحية ، فستبقي المخاطرة قائمة . وإن كنت أكن كل التقدير والامتنان لدور العاملين في القطاع الصحي فهذا العمل يؤكد دور المهندسين تجاه مجتمعهم بما لا يقل عن دور العاملين في قطاع الصحة . وفي النهاية أتقدم بالشكر والتقدير لهيئة المهندسين علي استشعارها المسؤولية منذ بداية الأزمة ومبادراتها المختلفة كما أشكر المهندسين الذين سيشاركون في هذا الإشراف وأدعو للجميع بالتوفيق .
إضافة تعليق جديد