يصمم المهندس المعماري المبانى لكي نستعملها ولكن ليس بالضرورة أن نفهم كيف صممت أو بنيت. ولذلك يعتبر استعمال المبنى عنصرًا هامًا بل هو العنصر الهام في المبنى . لكن الاستعمال ليس عنصر واحد بل تشعبت عناصره . أحد عناصره هي المرونة في الاستعمال وتعنى المرونة مدى مقدرة المبنى على التكييف مع متطلبات مستعمليه بحيث يستمر استعماله، فمن أهداف الاقتصاد في البناء هي أن تستعمل المباني أكبر مدة ممكنة فكرة المرونة بدأت في مجال المباني المكتبية. فنظرًا لسرعة تطور العمل المكتبي أصبحت فراغاته تصمم بحيث تكون خالية من الأعمدة لتسمح بحرية تغيير الأثاث المكتبي لتخدم طرق العمل الحديث . منذ ذلك الحين تطورت المرونة ليس فقط على مستوى المبنى ولكن كذلك على مستوى التخطيط للمبنى وعلى مستوي الموقع العام للمبنى .
فالمباني الصحية وهي مبانى تحتاج إلى مرونة عالية نظرًا للاستثمارات الكبيرة فيها وكون المجال الطبى من أسرع المجالات تطورًا من حيث العلوم التقنيات الصحية سواء في التجهيزات وأساليب العلاج إلى درجة أن هناك كثير من المباني الصحية التي ما أن ينتهي بنائها حتى تكون في حاجة إلى إعادة تأهيلها.
فعلى مستوى التخطيط لبناء المستشفيات تتمثل المرونة في توزيع مبانى المستشفيات على مستوى المنطقة بحيث تكون قادرة علي التغير وقادرة على مراعاة الفرق في توزيع السكان من منطقة إلى أخرى ومن حقبة زمنية إلى أخرى حسب تطور السكان وأعمارهم ، وحسب تطور أساليب العلاج و الأمراض .
وعلى مستوى الموقع العام تتمثل المرونة في مدي تكييف المبنى الصحي الذي سيتم إنشائه في موقع ما مع محيطه من حيث مستوي الإتاحة والمحافظة على علاقته مع وسائل النقل ، وعلى علاقته بالمبانى المحيطة .
أما على مستوى المبنى فمن الضروري أن تصمم المبانى الصحية لكى تكون قادرة على تغيير وظيفتها الصحية إلى وظيفة أخرى مكتبية أو فندقية أو سكنية .
لكن كذلك لا يمكن أن تكون المبانى الصحية أو أي مبنى أخر كله قابل للتغير وبحيث يمكن تحريك حوائطه كلها ، فإن ذلك ليس ممكنًا كونه سيكون مكلفًا جدًا ، ولذلك يلجاء المصممون إلى توزيع الاستعمالات على مبانى مختلفة حسب مدى الحاجة إلى اعادة النظر في استعمالها الأمر الذي يساعد على أن تكون المرونة في حدود معقولة وبحيث لا ترفع من تكلفة البناء.
الناشر ورئيس التحرير
إضافة تعليق جديد