بدأ التطور في التصميم المعماري باستعمال الكمبيوتر يأخذ منحًا يحتاج منا إلى وقفة مع مهنة التصميم المعماري المحلي التي يجب ان تؤهل بما يتماشي مع هذه التطورات السريعة المتلاحقة .
أقول ذلك لأني أعلم جيدًا ان مكاتب التصميم المحلية لن تستطيع بمفردها ان تقوم بتطوير نفسها بنفسها ما لم تأخذ الجهات القائمة على شؤون المهندسين بجدية وبسرعة في وضع برنامج متكامل لإعادة تأهيل المكاتب في المجالات الحديثة لاستعمال الكمبيوتر في التصميم .
طبعا هذا لا يعني أن المكاتب المحلية لا تستخدم الكمبيوتر في الرسم والتصميم ، ولكن أقصد التطورات الحديثة منها مثل استعمال الذكاء الاصطناعي في التصميم المعماري وتخطيط المدن ، وهو مجال بدء تطبيقه على الواقع ؛ ففي الوقت الحالي يتم استعمال الذكاء الاصطناعي في تصميم الأحياء والمباني وفي مشاريع التطوير العقاري ، كذلك في تصميم الهياكل الإنشائية، ومن قبل هناك كل التطورات الحاصلة في رسم مخططات المشروعات والإشراف عليها بواسطة نمذجة معلومات المباني وما يتبعه من تقنيات إلكترونية مثل استعمال الأذرع الألية في البناء وغيرها من تطورات والتي لم اجد محليًا من يقوم بأخذ هذه التطورات على محمل الجد والتعريف بها ومتابعة تطورها وتطوير الخبرات المحلية لتمكينها من استعمالها . فاستعمال الكمبيوتر ليس خيار بل هو ضرورة ملحة.
هناك بعض المحاولات الخجولة – اذا صح التعبير – في بعض هذه المجالات، ولكنها غير كافية لأن التطور في استعمال الكمبيوتر كبير وعميق ويحتاج إلى برامج تعليمية وتأهيلية على نطاق واسع ، ولا يمكن بأي من الأحوال أن يتم ذلك على مستوى دورات تدريبية سريعة .
نحن في منطقة الخليج ربما بحاجة أكثر من غيرنا إلى استعمال الكمبيوتر وكل ما يساهم في اختصار وقت البحث ورفع مستوى التصميم بحيث يقلل من اعتمادنا على العمالة و المكاتب الأجنبية ، ويساعد على توطين الوظائف في مجال التصميم وذلك في الوقت الحالى غير ميسر بالنسبة للمكاتب المحلية .
من جهة أخرى وهو ما أكرره دائمًا أن مهنة التصميم المعماري أصبحت من المهن الصعبة بعد ما أدخلت عليها مفاهيم الاستدامة واستعمال الانترنت والإلكترونيات المختلفة .
الأمر الآخر الذي لن أتوقف من ذكره وهو أن التوجه الحالي المحلي يركز على حل مشاكل التنفيذ أكثر من مرحلة التصميم التي فيها حل كل المشاكل التصميمية والتنفيذية ، فالتنفيذ السيء نتاج للتصميم السيء.
بل يمكن أن أقول أننا بحاجة إلى إيجاد مؤسسة تهتم بالأساليب الحديثة لاستعمالات الكمبيوتر في البناء ، بهدف تطوير المهن المختلفة في مجال البناء والتنسيق بين الجهات المختلفة من إدارات محلية ومهندسين ومقاولين ومصنعين وتطوير عملهم ، هذا الأمر حاصل في دول عديدة وليس مجرد أماني أو خيال ونوايا حسنة .
الناشر ورئيس التحرير
إضافة تعليق جديد