– الهدف من عملية البناء هو تحقيق مباني تخدم أنشطة الإنسان ولذلك يجب أن يضع المصمم هذا الهدف أمام كل الأهداف الاخري وليصبح هذا الهدف هو الخيط الذي يتبعه المصمم في كافة مراحل العمل . عدم تحقيق هذا الهدف يؤدي إلى مباني فاشلة ولو علمنا أن عمر المبنى يصل إلى 50 عام فهذا يعنى أن المبنى الذي لا يؤدي الغرض منه سوف يتسبب في خسارة مادية كبيرة على ملاكه سواء في إحجام المستعملين ، وفي تحمل تكلفة تشغيله صيانته بدون فائدة . كما أن هذا المبنى سيشغل حيزًا سلبيًا في فضاء المدينة كان يمكن أن يشغله مبنى يحقق أهدافه ويخدم مستعمليه بطريقة أفضل .
-اليوم اصبحت مرحلة اعداد برنامج المشروع مرحلة اساسية حيث تتم قبل الشروع في التصميم ومن بينها؛ تحديد أهداف المشروع ، ودراسة الموقع، وتحديد المعايير التصميمية الخاصة بأنشطة المبنى وتقييمها،وحصر المتطلبات المترتبة على ذلك من مساحات وأثاث وتجهيزات ، ووضع تكلفة الإنشاء وبدأئلها…
– في كثير من الأحيان يقع بعض من المصممين الشباب الموهوبين في خطأ اهمال الأهداف الأساسية للمبنى عندمايكون لديهم حماس زائد لتحقيق افكارهم المعمارية الخاصة علي حساب معايير ومتطلبات أنشطة المباني.
– وما يؤكد كذلك على ضرورة تحقيق الأهداف التي تخدم أنشطة المبنى أن المكاتب المعمارية الكبيرة ذات شهرة عالمية. في كثير من الأحيان، قدلا تستطيع ان تنافس في تصميم المباني ذات أنشطة الخاصة مثل المستشفيات والفنادق مثلًا ، لأنها مباني ذات معايير تصميمية وتقنية خاصة ودقيقة تفرض نفسها علي الأفكار المعمارية للتصميم . و لذلك قد يتخوف بعض أصحاب هذا النوع من المباني من اللجوء إلى مكاتب التصميم الكبيرة نظرا لأنها وبحكم شخصيتها التصميمية القوية قد تفرض حلولا لا تتماشي مع معايير التصميم لهذه الأنشطة الخاصة .
– في المباني ذات الوظائف المعقدة تتولى إعدادها مكتب متخصصة – من غير مكاتب التصميم – إعداد مرحلة برنامج المشروع باعتبارها مرحلة حساسة لضمان تحقيق مباني ناجحة تحقق الأهداف الأساسية منها ، ولحماية مصلحة اصحاب المشاريع، ومصلحة المدينة وفضاءاءتها وعدم اشغالها بمباني لا تحقق المصلحة العامة .
– وهذا يضطر الادارات المحلية للمدن وضع شروط لضمان تحقيق المباني لأهدافها ، الأمر الذي يجبر المصممين علي الالتزام بالمعايير والأهداف التصميمية للمباني .
– ولكن في بعض الأحيان قد تتساهل بعض الإدارات مع بعض أصحاب المشاريع اوالمصممين بهدف التعجيل في اصدار تراخيص البناء وتكتفي بالشروط التقليدية مثل الارتدادات او معايير العزل …
– ولذلك فأن المسئولية تقع على المصمم قبل أي جهة أخري في ضرورة أخذ عملية التصميم على أنها عملية جادة يترتب عليها صرف أموال طائلة على المباني بغية تحقيق أهداف ضرورية لأصحاب المشروعات وللمدينة .
الناشر ورئيس التحرير
إضافة تعليق جديد