إجراءات متأخرة وحضور ضعيف للمكاتب الهندسية
أعلن في منتدى ومعرض العزل الحراري ـ الذي عقد في الرياض في يومي 21 و22 أكتوبر 2014م ـ عن الإجراءات التي سوف تنفذها الدولة لجعل العزل الحراري إلزامياً ، من خلال تطبيقه في 13 منطقة و 24 مدينة من مدن المملكة، كما تقضي هذه الإجراءات بتحديد مواصفات قياسية لعشر مواد عازلة وإصدار لائحة فنية تقيم معامل الانتقال الحراري للمباني في الأسقف والجدران والنافذ والأبواب من خلا ل تقسيم المملكة إلى (3) مناطق مناخية. هذه الإجراءات كما عرضت هي جيدة ولكنها ليست كافية لأنها ربما تكون قد جاءت متأخرة ، فهذه الإجراءات كان يجب إتخاذها منذ عقدين من الزمن على الأقل، عندما كان واضحاً أن عزل المباني حرارياً هو أمر ضروري ، ولاسيما في بلد مثل المملكة العربية السعودية والذي تصل درجات الحرارة فيه إلى ما فوق 45 درجة في فصل الصيف وفي كثير من مناطقه . بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الإجراءات غير كافية من حيث تحقيق عزل مقبول للمباني مثل ترك الجسور والأعمدة غير معزولة وهي التي يتكون منها الهيكل الإنشائي التقليدي والمتعارف عليه وتمثل من 20 إلى 25٪ من مساحة الواجهات.
من جهة أخرى تضمنت الإجراءات عقوبات على المكاتب الهندسية، هذه المكاتب التي تعاني مع غيرها أصلاً من مشاكل كثيرة داخل سوق البناء مثل الاستقدام والسعودة والمنافسة الأجنبية غير المتكافئة ورداءة نوعية مواد البناء والتنفيذ وغياب الرقابة. والغريب هنا ليست العقوبات المفروضة بل غياب المكافأت أوالتشجيع للمكاتب التي ستقوم بدور إيجابي إذا ما ساعدت الجهات لإجتياز هذه المرحلة، خاصة وأنه قد لوحظ ضعف الحضور من قبل المكاتب الهندسية. ففي الندوة التي عقدت بعد جلسة الافتتاح والتي خصصت للتعريف بالإجراءات المختلفة وبدور الجهات الحكومية المسئولة عن العزل الحراري وبمسئولية المكاتب الهندسية لم يتجاوزعدد المهندسين الحاضرين والمنتمين للمكاتب الهندسية أكثر من (12) مهندسا ، وهو رقم لايذكر إذا ما عرفنا أن المكاتب الهندسية المرخصة تعد بالالآف، وبالرغم من أن هناك عدد من الحملات المعدة من قبل مركز كفاءة الطاقة للتوعية والتعريف بأهمية العزل الحرارى مما يجعلنا نتسائل عن مدى فعالية هذه الحملات.
نحن لايمكن أن نغفل النوايا الصادقة المحلية لحل مشاكل استهلاك الطاقة حيث أن التكييف في المباني يمثل اكثر من 70٪ من إستهلاك الطاقة الكهربائية في قطاع البناء وافتقار 70٪ من المساكن للعزل الحراري .
لاشك من أن هناك اهتمام واضح من قبل الدولة إلا أننا نطمح في آلية تنفيذ أكثر جرأة وأكثر تسريعاوأكثر فعالية في الوصول إلى حل مشاكل تطبيق العزل الحراري.
إضافة تعليق جديد