التصميم الشامل هو أسلوب تصميم جديد يتعاون فيه المعماري منذ بداية المشروع مع التخصصات الهندسية الأخرى. التعاون بين المعماري والمهندس المتخصص ليس جديداً حيث كان أسلوب التصميم التقليدي يبدأ بواسطة المعماري الذي يتقدم في التصميم إلى حد تكون القرارات التصميمية شكل المبنى والتوزيع الداخلي قد تحدد ، بعد ذلك يقوم المعماري برفع مخططاته إلى مهندسي التخصصات الأخرى لوضع تصميمهم كل في تخصصه. هذا الأسلوب ـ وإن مازال متبعاً ـ إلا أنه لايستجيب لمتطلبات المجتمعات التي نشأت نتيجة ظهور تعقيدات إقتصادية واجتماعية وبيئية جديدة على المجال العمراني.
في أسلوب التصميم الشامل يتعاون المعماري مع التخصصات الأخرى في اتخاذ القرارات التصميمية وتحديد الشكل والتوزيع الداخلي و تفاصيل البناء. هذا هو الفرق الأساس بين الأسلوب التقليدي والشامل، إلا أن المزايا التي تتحقق من خلال التصميم الشامل كثيرة ومهمة مثل خفض تكلفة البناء وهذا مهم جداً لأصحاب المشاريع، كذلك وهو الأهم تحقيق الإبداع الجمالي والوظيفي، وبشكل عام تحقيق النجاح للمشروع.
بالطبع هذا الأسلوب الجديد لم تكتمل معالمه إلا بعد مراحل من التجارب والتطور في العلوم الهندسية والخبرات العملية وكذلك في الأدوات المستخدمة، فتطور التعليم المعماري والهندسي وتطورت التخصصات المهنية وتعددت أسس وخطط عمل ووضعت تحقق الفعالية وسرعة الإنجاز والتنسيق، كما تطورت أدوات العمل من البرامج والتطبيقات الإلكترونية ذات قدرات عالية كل ذلك يهدف إلى تيسير التصميم والتعاون وإنجاح المشروع.
محلياً مازالت مكاتبنا تطبق الأساليب التقليدية ومازال التعليم المعماري والهندسي يُعلّم الأساليب التقليدية، وبالتالي مازالت المباني تفتقد إلى الإبداع الجمالي والوظيفي، ومازالت المكاتب العالمية تقطف المشاريع المحلية واحد يلو الآخر.
في هذا العدد تقدم المجلة ملفاً حول التصميم الشامل وأمثلة لمشاريع متنوعة قام بتصميمها مكاتب عالمية سعت منذ سنين إلى تطوير عملها ونهجت أسلوب التصميم الشامل فكان من الطبيعي أن تنجح أعمالها وأن تنتشر خدماتها خارج حدود بلادها.
رئيس التحرير
إضافة تعليق جديد