عنوان المحاضرة : العمارة بمفهوم الإستدامة
ركز المهندس جاكوب كورك على أن يكون التصميم منذ البداية مستداماً ومراعياً لمبادئها، وذلك ابتداءاً من المراحل الأولى لوضع الرسومات الكروكية للأفكار وحتى الانتهاء من بناء المشروع ويصبح جاهزاً للعمل ومزاولة نشاطه في بيئة مستدامة. وقد استعرض المحاضر بعض مشروعات شركة لارسن أهمها مركز الملك عبد الله المالي في الرياض والذي قامت الشركة على وضع التخطيط العام له وأفكاره الرئيسة، وكيف ظهرت مبادئ الاستدامة في المشروع حيث الحدائق وتوفير المياه وممرات المشاة والتعامل مع المباني ومفرداتها المعمارية في الواجهات، واستخدام عناصر التوجيه ومواد بناء تساهم بشكل أو بآخر في عملية الاستدامة، بالإضافة إلى التقليل من استهلاك الطاقة وكذلك عملية التخلص من النفايات الناتجة من كامل الموقع. كما تطرق إلى أساليب الإنشاء التي ستساهم في هذا الموضوع.
كما استعرض المهندس جاكوب مشروع متحف من سوريا ومشروعات أخرى توضح كيفية الاستفادة من الإضاءة الطبيعية داخل المباني والتعامل مع المشروع منذ بداية التصميم حتى اكتمال إنشاءه في مكانه وسط بيئته، ولكن السؤال الجدير بالذكر هو كيف تعيش هذه المشاريع كمشروع المركز المالي وسط مدنها، أي مشروع مستدام بكل ما تحمله الكلمة من معاني وسط مدينة ذات بيئة خاصة؟ كيف تكون عمليات الربط بين الخدمات والسلوك المعيشي والطابع المعماري والتخطيطي؟ وحتى استخدام عناصر الحركة داخل المركز المالي حيث وجود مواصلات وحركة نقل عامة بداخله أما بالخارج فيفتقد هذه العناصر.
عنوان المحاضرة : مدخل شامل للاستدامة
قدم المهندس شون هونج من مكتب KMD معماريون محاضرة بعنوان النهج الشامل لتحقيق الاستدامة استعرض فيها العناصر الأربعة للشمولية في الاستدامة وهي :
أ ـ أداء المباني : يتوقف على الطاقة والماء وتأثيرهما على البيئة.
ب ـ التمييز بين تكاليف البناء وتكاليف التشغيل.
ج ـ الأداء الإنساني : تحديد أداء المباني وكيف تؤثر على صحة وأداء مستخدميها.
د ـ الاختلاف بين الحاضروالمستقبل لتكون مستداماً.
وبعد ذلك عرض خمسة مشروعات من أعمال المكتب توضح تلك المفاهيم وهي أولاً البوابة رقم 525 وهي بوابة حكومية وتعتمد على الاستثمار والتحول في مواد الاستدامة من خلال معالجات تكنولوجية خضراء. أما المشروع الثاني فهو مبنى مختبرات علمية، وقد بدأ بمبنى صغير يستخدم مبادى تعريف التدوير، (ماء وطاقة وكربون)، بالإضافة إلى دور أرضي يستخدم تكنولوجيا جديدة. وبالنسبة للمشروع الثالث فهو مشروع مركز الأمل الصحي في الإمارات العربية المتحدة والذي استوعب المبادئ الثقافية والمناخية للمدينة معتمداً على التكنولوجيا الجديدة والتركيز على الصورة الحضارية للمبنى. وأضاف في المشروع الرابع وهو مقرر رئيس لأحد الشركات، وقد حصل على جائزة MIPIM لتوفيره للطاقة الحرارية واستخدام الإضاءة الطبيعية والفراغ الأخضر المزروع مع توفير بيئة صحية للعمل داخل المبنى. أما المشروع الخامس فهو لمبنى مكتبي تم استخدام سطحه كحديقة وهو على أرض استثمارية لكونه بنك يحقق سياسة الشركات والعلامات التجارية.
عنوان المحاضرة : الشكل المعماري والتحولات التقنية
بدأ الأستاذ الدكتور مشاري محاضرته موضحاً دورالنقد المعماري في توقع الشكل القادم للعمارة، وهذا التوقع يتنافى مع فكرة الإبداع الذي يرتكز على مسألة «اللا متوقع» وهي مسألة تجعل الناقد في حيرة من أمره، فهو مطالب أن يوجه العمارة ويقيمها بصورتها الحاضرة ليفتح مجالات فكرية ومهنية لممارسي العمارة، وهو مطالب كذلك أن يصنع فضاءً حرا للإبداع لا يكون فيه أي تسلط أو هيمنة من أي نوع على فكر المعماري.
وأضاف أن النقد يتوقف عند حدود الإبداع والإبداع يحتاج إلى أسئلة نقدية حرة، فقد طرح أسئلة نقدية حرة ومفتوحة تقيم الحاضر وتساؤل المستقبل. وهذا يتضمن طرح أفكار حول:
عمارة النجوم Starctucture
عمارة السوق Marketucture
الحيز الثالث Third Space
وحول تقنية الثقافة أم الثقافة التقنية أكد الدكتور النعيم على الحقيقة قائلاً: أننا لا نعلم مدى جدوى هذه الثنائية في مجال العمارة، أي أننا لا نستطيع تقدير النسب المفروضة سواء من التقنية أو الثقافة الواجب توفرها في العمارة فنحن أمام محك حقيقي، خصوصا في هذه الأيام بعد التجربة المرهقة التي مر بها العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، فاختبار الجدوى التقنية هنا يبدو عميقا ومؤثرا وصنع عمارة يصعب تعريفها وربما يصفها البعض بابتعادها عن المواصفات الإنسانية التي يجب أن تتشبث بها العمارة مهما حدثت من هزات تقنية. وتطرق النعيم إلى العمارة في العقد الاول من القرن 21في الالفية الثالثة موضحاً أن الانسان يمر بهزات وأن الثقافات تتأثر بهذه الهزات وأن العمارة تهتز تبعا لذلك لكنها سرعان ما تكون مثل الهزة التي تصيب البحيرة الساكنة تتحرك فيها موجات ولكنها تعود بعد ذلك إلى سكونها، وهو سكون غير السكون الأول لكنه يعبر عن حالة الاعتدال التي يجب أن تعود لها العمارة. الهزة التي مرت بها العمارة خلال العشرة أعوام الأخيرة كانت نتيجة حتمية لروح المغامرة التقنية التي عاشتها الحضارة الإنسانية مع تفجر تقنية النانو والاتصالات الميكروسكوبية الأمر الذي جعلنا نفقد الثقة قليلا في الشكل المعماري ونعتبر مؤلفه «ميت» على غرار المؤلفين الميتين في ثقافة التفكيك. إن العمارة لا تحتاج إلى المبالغة في التشكيل حتى تكون جذابة، لأن الجمال الآسر يبدأ من ذكائها الحضري أي من مقدرة المبنى على إيجاد مكان لائق لنفسه داخل الوسط الحضري، ويبدو أن هذه المسألة غير مفهومة كثيراً بالنسبة لكثير من المعماريين فهم يتعاملون مع المبنى بصيغته المنفردة التي لا يمكن أن تغني عن علاقته المحيطية، حيث تتشكل صورة المدينة وتتجسد صورة الشارع في أذهاننا، اننا نرى أكثر من شيء في وقت واحد لكننا ننشد إلى صورة ما نحن الذين نشكلها ونرغب في رؤيتها. وفيما يخص الشكل ورسالته قال النعيم : أن المبنى الذي لا يتخاطب معنا لا نعتقد أنه يحمل أي أهمية لأننا أصلا لا نراه ولا نلتفت له. الإشكالية ربما بدأت مع المد التقني لأن رغبة «إنصاف المعماريين» في شد الانتباه لمبانيهم جعلهم يبالغون في التشكيل السائل الذي ليس له معنى وكانت النتيجة غيابا كامل لمعنى العمارة بينما العمارة التي تساهم في لفت الانتباه لا تحتاج إلى كل هذه المبالغات التي لا طائل منها. إذن نحن إمام إشكالية الصورة الذهنية التي نرغب في وجودها على مستوى العمارة وهي هنا تحمل ثوبا ومعنى جديدين. ومع ذلك يجب أن نؤكد هنا على هذه الثقافة البصرية الغامضة التي أنتجتها التقنية بدأت تعود إلى بعض وعيها وصارت تعرف نفسها بنفسها لتقدم لنا عمارة بمواصفات تقنية عالية لكنها إنسانية ومستدامة دون أن تكون ذكية ذكاء أصم، فالذكاء هنا جمالي واجتماعي بالإضافة إلى ذكائها التقني. إن العمارة لا تحتاج إلى المبالغة في التشكيل حتى تكون جذابة، لأن الجمال الآسر يبدأ من ذكائها الحضري أي من مقدرة المبنى على إيجاد مكان لائق لنفسه داخل الوسط الحضري ويبدو أن هذه المسألة غير مفهومة كثيراً بالنسبة لكثير من المعماريين فهم يتعاملون مع المبنى بصيغته المنفردة التي لا يمكن أن تغني عن علاقته المحيطية، حيث تتشكل صورة المدينة وتتجسد صورة الشارع في أذهاننا، اننا نرى
أكثر من شيء في وقت واحد لكننا ننشد إلى صورة ما نحن الذين نشكلها ونرغب في رؤيتها بمعنى جديد. ما نراه حقيقة هو أن «التهجين» (الحيز الثالث) هو الآلية الأكثر أهمية وفعالية في صنع الاشكال المعمارية الجديدة، فنحن لا نخترع العجلة في العمارة لكننا نهجنها كي تصبح جديدة وفعالة. هذه الآليات يعيها المعماري ويتعامل معها في الغالب من منطلق «التجديد» وهو هنا يحاول تركيب أشكال ووظائف قياسا على ما يعرفه من إشكال سابقة لكنه في نفس الوقت يوظف كل طاقاته التقنية التي تسمح له بالتعامل مع الإشكال القديمة بمرونة أكبر ويقحم عليها الوظائف الجديدة فيخرج بأشكال مهجنة مثيرة للدهشة. ولعلنا نتحدث هنا عن «سكون بعد السكون» وما نقصده هنا هو أن كثيرا من الإشكال المعمارية تستعيد حضورها في المستقبل ولكن بأسلوب مهجن يلائم التقنيات والوظائف المستحدثة أي أن هناك أشكالا معمارية تبقى وتعيش لكن في العصر الذي تستعاد فيه لا العصر الذي ولدت فيه. هذه الحقيقة التاريخية مهمة جدا لفهم تطور العمارة، لأننا نرى عادة أن الطراز هو نوع من الالتزام والحقيقة أنه يصعب إيجاد عمارة مبدعة وملتزمة في نفس الوقت لأن الالتزام ضد الحرية والشكل المعماري المبدع يتطلب نوعا من الحرية الفكرية التي تجعل منه شكلا جديدا مثيرا للدهشة. وقد تحدث الدكتور النعيم عن أربعة مشروعات في المملكة صممت على أيدي نجوم العمارة العالمية مثل مشروع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، مركز اللك عبد الله للدراسات البترولية، مركز الملك عبد الله المالي. واختتم الدكتور مشاري النعيم محاضرته قائلاً : أن ما نشاهده من محاولات في الفترة الأخيرة هو جزء من استعادة تلك الأسس التي لا تستطيع العمارة الفكاك منها، أنها أسست من أجل مستقبل الإنسان ومن أجل المدينة الإنسانية، لا المثالية فنحن على يقين أنه لن يكون هناك مدينة مثالية لكن العمارة والمدينة المعاصرة تستحق أن نصنع داخلها فضاءات إنسانية مثالية وتستحق أن نصنع فيها عمارة تخاطب الصورة الذهنية التي في عقولنا لما تعنيه العمارة. أنها رسالة لمراجعة تجربة العقد الأول من هذا القرن لعل العقد الثاني يكون هو عقد «المراجعات» فالعمارة التي تفلتت من عقالها خلال العشر سنوات الأخيرة ربما تعود إلى رشدها.
إضافة تعليق جديد