الإعتبارات التاريخية للمكان والمناخ وطبيعة الموقع والمساحات الخضراء والإضاءة والألوان والعادات والتقاليد وحرف البناء وأسلوب حياة السكان المحليين
National Kaohsiung Center for the Arts Weiwuying
المصمم :
Architect : Mecanoo architecten
الموقع : كاوهسيونج.، تايوان
المساحة الاجمالية : 141،000 م2
الإنتهاء من التنفيذ : 2018 م
© Iwan Baan
يمتد المشروع على مساحة ١٤١،٠٠٠م2 وسط حديقة عامة استوائية تبلغ مساحتها ٤٧٠،٠٠٠م٢ تجذب السكان إليها في مساء كل يوم للإلتقاء فيما بينهم وممارسة الرقصات التقليدية المحلية الجماعية ، حيث تقع الحديقة في قلب مدينة كاوهسيونج ، مما شجع على إقامة هذا المركز الذي يعد أكبر مركز للفنون الإستعراضية في العالم ،كما إنه يعد كذلك إستثماراً ثقافياً كبيراً للأجيال القادمة. يبلغ سكان مدينة كاوهسيونج التي تقع جنوب تايوان ٣ ملايين نسمة، المدينة التي عرفت في السابق بمينائها العالمي هي الآن مدينة حديثة متعددة الأعراق و ذات ثقافة غنية.
أقيم المركز الجديد على أرض كانت قاعدة للتدريب العسكري ويرمز المركز إلى التطور الحديث للمدينة ويهدف إلى جذب وتواصل المواهب المحلية والعالمية في الفنون والثقافة . يتبع التصميم منهجية المصمم التي تعتمد على الإهتمام بالعلاقة بين المباني والفضاءات العامة وإيجاد توازن بين الفراغات الرسمية والحرة وعلاقتها مع الفضاءات من حولها، كما يجب أن يراعي التصميم – عبر مراحله المختلفة – الإعتبارات التاريخية للمكان والمناخ وطبيعة الموقع والمساحات الخضراء والإضاءة والألوان والعادات والتقاليد وحرف البناء وأسلوب حياة السكان المحليين . كما يجب أن يراعي تحقيق الترابط بين المكونات المتعددة للمشروع ذات الطبيعة المختلفة وتحقيق الفكرة عبر البحث والإلهام. مبنى مركز كاوهسيونج الوطني للفنون الذي يبلغ طوله ٢٢٥ م وعرضه ١٦٠م ويرتفع ٣٨ م، أطلق عليه إسم «وي ويونج » نسبة للحديقة التي يقع فيها . يحتوي المركز على ٤ فراغات رئيسة هي : دار أوبرا بسعة ٢٢٣٦ مقعد وقاعة موسيقى بسعة ١٩٨١ مقعد ومسرح بسعة ١٢١٠ مقعد وقاعة إلقاء بسعة ٤٣٤ مقعد، ويقع فوقها عدد من الخدمات مثل فراغات التدريب على العروض والمطاعم والأروقة ، جمعت هذه الأنشطة تحت سقف واحد ذو سطح مموج. يتمتع المبنى بفتحات كبيرة على الخارج وفضاءات عامة داخلية تمتد وتتخلل بين الفراغات الرئيسة. إستلهم المصمم فكرة السقف المموج والفضاءات الداخلية من غابات أشجار البنايان المنتشرة في المنطقة و يرتبط مبنى المركز إرتباطاً وثيقاً بالحديقة العامة ، فالمبنى مفتوح في مستواه الأرضي من كل جوانبه ويعتبر بمثابة ساحة عامة كبيرة مغطاة ، بحيث يدخل الناس إليه ويمرون عبر أروقته بدون أن تكون هناك حاجة لحضور فعالياته . وينخفض السطح المموج للسقف ليلامس المستوى الأرضي ليشكل ميوله مدرجات مسرح في الهواء الطلق . يشكل هذا المسرح الفراغ الرئيس الخامس ويربط المركز بالحديقة . من النواحي البيئية فإن التصميم يستجيب للمناخ الإستوائي للمنطقة ، فهو مناخ حار ورطب ممطر معظم أيام السنة خاصة في الصيف . المبنى مفتوح من كل جوانبه ليسمح بتهوية فضاءته العامة طبيعياً؛ فالمدينة تطل على المحيط ولذلك تم توجيه المبنى نحوه لإستقبال الرياح القادمة منه والتي تمر قبل دخولها إليه عبر نباتات وأشجار الحديقة المحيطة أما القاعات فقد تم تكييفها آلياً . ونظراً لكون الليل يأتي مبكراً عند الساعة السادسة مساءاً فإن السكان يستغلون إنخفاض الحرارة ليلاً ويهرعون إلى الأماكن العامة التي إهتمت السلطات المحلية بإنارتها ليلاً، من شوارع ومطاعم وساحات وحدائق للإستمتاع بالعيش في الهواء الطلق والتلاقي وممارسة هوايتهم المختلفة. يستلهم مركز الفنون الإستعراضية فكرته المعمارية من الطبيعة الخضراء للمنطقة ففضاءاته تشبه إلى حد بعيد فضاءات غابات أشجار البانيان المنتشرة في حدائق المدينة. يوفر التصميم إضاءة طبيعية جيدة للفضاءات العامة الداخلية عبر فتحات في سقف المركز ، وفي الليل يتم إنارة الفضاءات العامة الداخلية بأنظمة إنارة وألوان متعددة. إنشائياً تم إستخدام أنظمة مستواحاة من أنظمة بناء السفن التي تستخدم مواد مثل الألومنيوم أو الحديد، كما أن تصميم الحوائط المائل يشبه الخطوط المائلة لجسم السفينة . فصنع السقف من هيكل ثلاثي الأبعاد غطي بألواح من الألومنيوم تتخلها من آنٍ إلى آخر فتحات إضاءة علوية كما صنعت الحوائط الداخلية من ألواح الفولاذ، اختيرت هذه الطرق والمواد لأنه لا يمكن إستخدام مواد أخرى مثل البلاط أو الجير نتيجة إلى إرتفاع معدل الرطوبة داخل الفضاءات العامة للمبنى المفتوحة على الخارج . من الداخل تم تثبيت الإنارة العلوية في السقف داخل فواصل ألواح التغطية التي تستخدم كذلك لتعليق الأعلام واللوحات . بشكل عام يظهر المبنى بنظامه الإنشائي الخاص على هيئة سفينة كبيرة كما أن تموجات سقفه تظهر على هيئة أمواج البحر .
إضافة تعليق جديد