لتقديم حلول ومقترحات جديدة لحل المشاكل التقليدية لترميم المباني الخرسانية ، يعكف الباحثين في مواد البناء والأسمنت بالتحديد على تطوير أجسام صغيرة الحجم يمكن ضمها إلى خلطة الأسمنت بحيث تساعد علي معالجة الشروخات التى تحدث في الخرسانات وعناصر البناء الأسمنتية مثل التلييس وذلك من خلال توالدها وتكاثرها لإعادة الخرسانة لحالتها الأصلية . حيث سيساعد ذلك على تحسين وتطوير أعمال صيانة المنشأت الخرسانية المختلفة من جسور وسدود ومباني . هذا ماأكدته صحيفة النيويورك تايمز التي خصصت في يناير الماضي تحقيق مع مجموعة باحثين من ولاية كولورادو حيث قاموا بخلط الرمل مع بكتريا Cianobacteria ومواد هلامية وماء لإنتاج خرسانة جديدة ، التي في خلال أيام تبداء في التكاثر مع تكاثر البكتريا.
وفي نفس السياق وفي الولايات المتحدة كذلك ، قام باحثون من معهد MIT بتطوير مواد بناء جديدة تتكون من Hydrogel و
Chloroplastes نباتي يتفاعل مع الضوء وCarbondioxide المتوفر في الغلاف الجوي ، بحيث ينتج عن ذلك مواد قادرة على التكاثر والتقوية والمعالجة الذاتية للتدهور المادة أوحدوث تشققات فيها .
يعود استخدام مواد قادرة على معالجة نفسها بنفسها إلى القرن الرابع الميلادي في عهد الأمبراطورية البيزنطية ، حيث كان يتم وضع حبات من سليكات الكالسيوم في مواد تغطية الواجهات كما في جامع أية صوفيا في إستنبول والذي كان كاتدرئية في العهد البزينطي . على مدى عصور قوام هذا المبنى العديد من الزلازل والتي كانت تحدث شروخات في المباني وكان المبنى يتعافي منها دائما ذاتيًا نتيجة للمعالجة بالسليكات .
في نفس الوقت تقوم ايليني شاتزي بالتعاون مع مارك تيبيت الباحث المتخصص في هندسة الخلايا المتناهية الصغر حقن الخرسانة مباشرة بالبكتريا في حالة تشققها حيث يقوم CO2 الهواء بخفض معدل pH في المنطقة التي يحدث فيها التشققات
الأمر الذي يدفع بتشيط البكتريا فيها . وتقوم الأجسام العضوية المتناهية الصغر بإنتاج كربونات الكالسيوم وهي المادة التي تتفاعل لسد الشقوق . وبذلك يمكن أن تستعمل البكتريا في ترميم الهياكل الإنشائية في ترميكم المباني التاريخية كما في أعمال جامعة كارديف الإنجليزية .
اليوم يتم العمل على إعادة النظر في استعمال الحساسات التي تركب في المنشأت المدنية لمراقبة سلامتها الإنشائية نتيجة لارتفاع تكلفتها . خاصة وأن الحلول الجديدة هي حلول تحافظ على البيئة وتقلل من انبعاثات الكربون .
إضافة تعليق جديد